الجيوب الأنفية هي فراغات مملوءة بالهواء تقع داخل عظام الوجه والجمجمة وتلعب دورًا هامًا في نظام التنفس. بالإضافة إلى وظيفتها في موازنة حرارة الهواء الذي نتنفسه وترطيبه واحتجاز الجزيئات، تمنع تكاثر الكائنات الضارة وتفرز المخاط. تُعرف حالة التهاب خلايا الجيوب الأنفية وامتلاء هذه الفراغات بالأنسجة الملتهبة بالتهاب الجيوب الأنفية. يعتبر التهاب الجيوب الأنفية حالة تظهر نتيجة التهاب الأنسجة التي تغطي السطح الداخلي للجيوب الأنفية الموجودة في العظام المحيطة بالأنف.
التهاب الجيوب الأنفية الحاد هو التهاب قصير المدى يتصف بانسداد الأنف والشعور بالامتلاء في عظام الخدود وحول العينين والجبهة. يظهر عادة بعد الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي العلوي الفيروسية. من أكثر الفيروسات التي تسبب التهاب الجيوب الأنفية الحاد شيوعًا هي الفيروسات الأنفية، الفيروسات الغدية، الإنفلونزا وبارا إنفلونزا. بالإضافة إلى ذلك، قد تسبب بكتيريا مثل المكورات الرئوية، المستدمية النزلية، والموراكسيلا النزلية التهاب الجيوب الحاد. لا تقتصر عوامل تطور التهاب الجيوب الحاد على العدوى فقط، بل تشمل أيضًا الحالات التحسسية، والزوائد الأنفية، وعدوى اللوزتين وبعض الأمراض الوراثية مثل التليف الكيسي. في هذه الحالات، تسبب الإفرازات الأنفية اللزجة انسداد الجيوب.
من بين أعراض التهاب الجيوب الأنفية الحاد انسداد الأنف، إفرازات أنفية لزجة، التهاب الحلق، سعال يزداد ليلًا، إفرازات من الأنف إلى الحلق، صداع، الشعور بالضغط في الجيوب الأنفية في الوجه، ألم في الأذن والأسنان، رائحة الفم الكريهة، واضطرابات في حاسة الشم والتذوق والشعور العام بالضعف. تبرز انسداد الأنف، والإفرازات الأنفية الداكنة، والألم أو الشعور بالضغط في منطقة الوجه كأعراض مشتركة في تشخيص التهاب الجيوب الأنفية الحاد. لا يكفي الصداع وحده لتشخيص الحالة، ولكن في بعض الأحيان قد يكون الشعور بالامتلاء في الوجه دليلًا مهمًا للتشخيص. تميل حالات التهاب الجيوب الأنفية الحادة الناتجة عن الفيروسات إلى التحسن في غضون 3-5 أيام. ومع ذلك، قد تشير الأعراض المستمرة لأكثر من 10 أيام أو تفاقم الأعراض بعد فترة من التحسن إلى عدوى بكتيرية. قد يظهر التهاب الجيوب الأنفية الحاد البكتيري عند الأطفال مصحوبًا بحمى، وقد تزداد كثافة إفرازات الأنف مع الوقت.
التهاب الجيوب الأنفية المزمن، المعروف أيضًا بالتهاب الأنف والجيوب الأنفية المزمن، هو حالة تعرف باستمرار أعراض التهاب الجيوب لمدة 12 أسبوعًا أو أكثر. لتشخيص هذه الحالة، يجب أن تظهر الأعراض التالية لدى الشخص لمدة لا تقل عن 3 أشهر: انسداد الأنف، إفرازات من الأنف أو الحلق، شعور بالضغط أو الامتلاء في الوجه، وانخفاض حاسة الشم. يبدأ التهاب الجيوب الأنفية المزمن عادة بعد عدوى الجهاز التنفسي العلوي، مما يجعل الشخص يشعر بالتعب والضعف ويؤثر سلبًا على جودة الحياة.
يمكن علاج الجيوب الأنفية بطرق دوائية أو جراحية. في الحالات الحادة التي تستمر عادة 4 أسابيع، يمكن أن تشفى من تلقاء نفسها. يتشكل تخطيط العلاج بناءً على السبب المسؤول عن التهاب الجيوب. قد يفضل استخدام المضادات الحيوية في حالات التهاب الجيوب الناتجة عن أسباب بكتيرية، بينما قد تستخدم أدوية مختلفة لتخفيف الأعراض الأخرى للمريض. إذا استمرت أعراض التهاب الجيوب الأنفية لأكثر من 12 أسبوعًا وأصبحت مزمنة أو لم يتم تحقيق استجابة للعلاج الدوائي، فإن التدخل الجراحي يمكن أن يكون محتملاً إذا كانت هناك مشاكل بنيوية مثل انحناء العظم أو الزوائد الأنفية. تجري هذه العملية الجراحية بغرض إزالة الانسدادات في قنوات الجيوب الأنفية وتحقيق تدفق الهواء.
التهاب الجيوب الأنفية المزمن ليس مرضًا يختفي في غضون بضعة أيام أو أسابيع كما هو الحال مع التهاب الجيوب الأنفية الحاد. يصف هذا الشكل الالتهابات الطويلة الأمد التي تستمر لأكثر من 12 أسبوعًا. في حين أن الأعراض تستمر بشكل دائم دون زيادة في الشدة.
تشمل الأعراض الرئيسية لالتهاب الجيوب المزمن انسداد الأنف والإفرازات المستمرة. غالبًا ما يشكو المرضى من صداع، والشعور بالامتلاء في الجبهة والخدين، وانخفاض في حاسة الشم وأحيانًا ألم في الأسنان.
يعتبر الشعور بالضغط حول الأنف والألم المتزايد عند الانحناء للأمام نموذجيًا. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تظهر أعراض مثل التعب وتشتت الانتباه المرتبطة بالتهاب الجيوب الأنفية. إذا استمرت هذه الأعراض لأكثر من ثلاثة أشهر، فيجب تقييم الشخص من ناحية التهاب الجيوب الأنفية المزمن.
من الضروري الذهاب إلى القسم الصحيح عندما تظهر أعراض التهاب الجيوب الأنفية لتسريع عملية التشخيص والعلاج. القسم المتخصص الأول الذي يجب التوجه إليه بالنسبة لالتهاب الجيوب الأنفية هو قسم الأذن والأنف والحنجرة (الأنف والأذن والحنجرة).
يمكن لأطباء الأنف والأذن والحنجرة تقييم هيكل الجيوب الأنفية، وكشف عدوى الأنف من خلال الفحص الداخلي. يمكن أيضاً استخدام التصوير المقطعي أو التصوير التنظيري إذا لزم الأمر.
إذا كان التهاب الجيوب الأنفية مرتبطًا بالحساسية يمكن أن يتدخل أخصائي الحساسية؛ وإذا كانت الشكاوى تتشابه مع الصداع النصفي يمكن لأخصائي الأعصاب المشاركة في العلاج. ولكن إجابة السؤال: إلى أي طبيب يجب الذهاب مباشرة لعلاج التهاب الجيوب الأنفية هي أخصائي الأذن والأنف والحنجرة.
طريقة علاج التهاب الجيوب الأنفية تعتمد على مدة المرض، وسببه، وشدة الأعراض.
قد لا تتطلب حالات التهاب الجيوب الأنفية الخفيفة علاجًا بالمضادات الحيوية. في هذه الحالات، يمكن أن تكون البخاخات المزيلة للاحتقان، والتنظيف بالماء المالح، والمسكنات كافية لتخفيف الأعراض.
ومع ذلك، يوصى بالعلاج بالمضادات الحيوية في حالات التهاب الجيوب الأنفية البكتيرية. في حالات التهاب الجيوب المرتبط بالحساسية، يجب السيطرة على الحساسية واستخدام مضادات الهيستامين.
قد تتطلب حالات التهاب الجيوب الأنفية المزمن العلاج الجراحي. تهدف جراحة الجيوب التنظيرية إلى توسيع تجاويف الجيوب لتحسين التصريف.
تشمل الطرق الداعمة في عملية العلاج: الاستحمام بالبخار، إبقاء الرأس مرفوعًا، واستهلاك السوائل الكافية. تعتبر هذه الطرق خيارات علاجية يمكن تطبيقها في المنزل لتخفيف الأعراض.
عادة ما يبدأ التهاب الجيوب الحاد فجأة ويشفى في غضون بضعة أيام أو أسابيع. وعادة ما يتطور بعد الزكام أو الإنفلونزا.
بينما يُعتبر التهاب الجيوب الأنفية المزمن حالة طويلة الأمد. تكون الأعراض عادة خفيفة لكنها مستمرة. يمكن أن تستمر الشكاوى مثل فقدان الشم، والإفرازات الدقيقة، وألم الوجه لأسابيع أو حتى أشهر.
يمكن أن تتأثر البنية النسيجية في الشكل المزمن، يزداد تراكم المخاط، وتضطرب القدرة الطبيعية لتفريغ الجيوب الذاتية. تؤثر هذه الفروق بشكل مباشر على خطة العلاج. حيث يكون الدواء كافيًا في كثير من الأحيان لعلاج التهاب الجيوب الحاد، يمكن أن يحتاج التهاب الجيوب المزمن إلى الجراحة.
يعتبر التهاب الجيوب الأنفية حالة يمكن أن تتكرر. وخصوصًا في الأفراد الذين يعانون من الحساسية أو العيوب الهيكلية في الأنف.
يمكن لبعض التعديلات في نمط الحياة أن تمنع عودة هجمات التهاب الجيوب المتكررة.
تشمل هذه التعديلات:
الحفاظ على نظافة الأنف
تهوية المنزل ومكان العمل بانتظام
تجنب محفزات الحساسية إذا كانت موجودة
زيادة استهلاك المياه
دعم جهاز المناعة
إذا كانت هناك عوامل مثل تضخم الغدد أو انحناء الحاجز الأنفي التي تهيئ لالتهاب الجيوب الأنفية، قد تتطلب تدخلات جراحية.
نعم، يمكن أن يسبب التهاب الجيوب الأنفية دوخة لدى بعض الأفراد. حيث يمكن للمخاط المتراكم في الجيوب أن يؤثر على توازن الضغط المرتبط بالأذن الداخلية. يمكن أن تعيق هذه الحالة الأداء السليم للهياكل المسؤولة عن التوازن.
يمكن للمرضى أن يشعروا بالدوار، وشعور بالفراغ في الرأس، وعدم الاستقرار قصير الأمد عند تغير الوضعية. الدوار الناتج عن التهاب الجيوب الأنفية مؤقت، ولكن إذا تكرر بشكل متكرر، يجب إجراء فحص طب الأذن والأنف والحنجرة.
نعم، التهاب الجيوب الأنفية هو أحد الأسباب الشائعة لألم الوجه. عند امتلاء الجيوب والانسداد في تدفق المخاط، يحدث الألم في الجبهة وعظام الخدود وحول العينين وأحيانًا تمتد إلى الأسنان.
عادة ما يكون هذا الألم على شكل ضغط، ويمكن أن يصبح أكثر شدة عند الانحناء للأمام. يمكن للألم وجه مرتبط بالتهاب الجيوب الأنفية أن يتذبذب خلال اليوم ويصبح أكثر وضوحًا في بعض المواقف.
تُعد عشبة الخطمي من الحلول العشبية التي يتم استخدامها بشكل شعبي لعلاج التهاب الجيوب الأنفية. ومع ذلك، لم يتم إثبات فعاليتها من الناحية الطبية بشكل كافٍ.
قد تسبب بعض النباتات تهيجًا للبشرة، وقد تكون ضارة في حال تطبيقها على محيط العينين أو الأغشية المخاطية. خاصة في مجالات العلاج الحساسة كالعين، يجب عدم استخدام منتجات مثل عشبة الخطمي دون موافقة الطبيب.
يجب تقييم الدعم العشبي فقط ضمن معرفة الطبيب وعدم استخدامها بشكل غير مراقب.
يجب على المرضى الذين يعانون من شكاوى التهاب الجيوب الأنفية زيارة قسم الأذن والأنف والحنجرة (KBB) مباشرة. يقوم أخصائي الأذن والأنف والحنجرة بفحص الشروط الأنفية عبر الفحوصات الجسدية والتقييمات التنظيرية.
في الحالات الضرورية، يمكن استخدام طرق التصوير مثل التصوير المقطعي لتحقيق تقييم مفصل.
وبما أن التهاب الجيوب الأنفية قد يختلط مع مشاكل مثل الصداع النصفي أو الحساسية، فإن الذهاب إلى التخصص الصحيح يمكن أن يسرع عملية العلاج. يتعاون أخصائي الحساسية إذا كان هناك حساسية، كما يمكن لأخصائي الأمراض العينية أن يتدخل في حالة انتشار الألم إلى محيط العين.