فترة الحمل تعد فترة خاصة من حيث صحة الأم الحامل ونمو الجنين. تنظيم العادات الغذائية خلال هذه الفترة له أهمية كبيرة لحماية الصحة العامة للأم ودعم النمو الصحي للجنين.
عند تنظيم النظام الغذائي خلال الحمل، يجب مراعاة حالة الأم الصحية، أسبوع الحمل، واحتياجات نمو الجنين. يقدم أطباء النساء والتوليد التوجيه بشأن التغذية استنادًا إلى احتياجات الأم من الفيتامينات والمعادن والطاقة خلال فترة الحمل.
في حالات الحمل ذات المخاطر العالية أو إذا كانت الأم تحتاج إلى اهتمام صحي خاص، يتم تخصيص التوصيات الغذائية. هذا يمكن من الحفاظ على صحة الأم ودعم نمو الجنين بشكل مثالي.
الانتباه لسكر الحمل
أحد المشاكل الصحية الشائعة خلال فترة الحمل هو سكري الحمل. يتم إعداد برنامج غذائي خاص للأم التي ثبتت إصابتها بالسكري بنتائج اختبار تحميل السكر، وذلك لحماية صحة الأم والجنين. من خلال برامج التغذية المحكومة، يمكن تحقيق المستويات المرغوبة من سكر الدم والتغذية الكافية لدعم نمو الجنين. قد يتأثر صحة الجنين أو يصبح السكري دائمًا لدى الأم إذا لم يتم احترام التغذية السليمة خلال هذه الفترة. يجب على الحوامل المصابات بسكري الحمل الانتباه إلى كمية الكربوهيدرات المستهلكة، عدم تفويت الوجبات، وتجنب تناول السكريات والمنتجات السكرية.
التغذية الصحية خلال الحمل
يجب إعداد برامج غذائية خاصة لجميع الحوامل لضمان فترة حمل صحية. ومع ذلك، هناك بعض الأمور التي يجب على جميع الحوامل الانتباه إليها:
• يجب عدم تفويت الوجبات وتنظيمها لتكون ثلاث وجبات رئيسية و2-3 وجبات خفيفة.
• يجب شرب ما لا يقل عن 2.5 لتر (8-10 أكواب) من السوائل يوميًا.
• يجب الحذر بشأن كمية الملح في الأطعمة المعدة، ويُحكم استهلاك الملح.
• يعتبر استهلاك مجموعات الألبان، اللحوم، الحبوب، الخضار والفاكهة جميعها هامًا في تغذية الحوامل. يجب استهلاك كل مجموعة غذائية بشكل متوازن في حال وجود أي حالة صحية خاصة (كالحساسية، أو مرض السيلياك... إلخ).
• يجب استهلاك قبضة يد من المكسرات يوميًا (الجوز، البندق، الفستق... إلخ).
• يعتبر استهلاك الخضار الموسمية ومصادر فيتامين سي المعروفة (مثل الليمون، عصير البرتقال، اليوسفي... إلخ) إلى جانب اللحوم، هامًا لمنع فقر الدم الناجم عن نقص الحديد.
• يجب تناول الخضار الموسمية، الطماطم، الخيار، إلخ، مع كل وجبة.
• يُفضل استخدام الزيوت السائلة مثل زيت الزيتون أو زيت الجوز على الزيوت الصلبة مثل السمن أو الزبدة.
• يُفضل استخدام المنتجات الطبيعية في استهلاك السكر العادي، العسل، المربى والقطر، ويجب تجنب الإفراط في تناولها.
• يجب تفضيل الحلويات التي تحتوي على الحليب بدلًا من الحلويات القشدية أو المليئة بالسكر.
• يُفضل عدم استهلاك الأطعمة الجاهزة ذات المحتويات غير المعروفة.
• يجب عدم استهلاك العصائر الجاهزة، الكولا، الصودا، إلخ.
• يجب تقليل استهلاك الشاي والقهوة إلى فنجانين في اليوم. يُفضل شرب الشاي والقهوة بعد تناول الطعام بساعتين كحد أدنى.
• يجب تجنب التدخين والكحول.
• يجب ممارسة المشي أو القيام بأي نشاط بدني لمدة لا تقل عن نصف ساعة يوميًا.
لماذا يعد دعم الفيتامينات والمعادن ضروريًا خلال الحمل؟
يلعب دعم الفيتامينات والمعادن دورًا مهمًا في تلبية الاحتياجات المتزايدة للأم خلال فترة الحمل ودعم النمو الصحي للجنين. على الرغم من أن برنامج غذائي متوازن يلبي معظم العناصر الغذائية اللازمة في كثير من الأحيان، إلا أنه قد تُوصى بمكملات إضافية في بعض الحالات. الفوليك أسيد، الحديد، الكالسيوم، فيتامين د وأحماض أوميغا 3 الدهنية هي من بين الدعم الذي يبرز خلال فترة الحمل. يساعد الفوليك أسيد في تقليل خطر التشوهات الخلقية مثل عيوب الأنبوب العصبي، ويعمل دعم الحديد على الوقاية من فقر الدم. تحتاج العظام إلى الكالسيوم لأجل تطوير الجنين. يعتبر تناول هذه المكملات بناءً على توصية الطبيب أمرًا حيويًا لصحة الأم والجنين بعد التحقق من أي نقص. مع ذلك، يجب استعمال كل الدعم تحت إشراف طبي.
كيف يجب أن يكون استهلاك السوائل أثناء الحمل؟
يلعب استهلاك السوائل بشكل كافٍ دورًا كبيرًا في الحفاظ على صحة الأم الحامل بشكل عام ودعم نمو الجنين. يُوصى بشرب متوسط قدره 2.5 لتر من الماء يوميًا. ذلك يساهم في الحفاظ على توازن السائل الأمنيوسي ويساعد على طرد السموم من الجسم. كما يقلل من تكوين الوذمات ويساعد في منع الشكاوى الشائعة خلال الحمل مثل الإمساك والتهابات المسالك البولية. بالإضافة إلى الماء، يمكن للعيران، العصائر الطازجة وشاي الأعشاب بدون سكر أن تساهم في تلبية حاجة الجسم إلى السوائل. مع ذلك، يجب تجنب المشروبات السكرية والغازية والقهوة الزائدة.
ما هي الأخطاء الشائعة في التغذية خلال الحمل؟
يمكن للأمهات المرتقبات ارتكاب بعض الأخطاء الغذائية خلال فترة الحمل. يعد "تناول الطعام لشخصين" أحد أكثر الأخطاء شيوعًا. يمكن أن يؤثر زيادة غير مراقبة في تناول السعرات الحرارية سلبًا على الأم والجنين. يمكن أن يشكل الخطأ الآخر تناول الأطعمة المعالجة والمعلبات المفرط. تحتوي هذه الأطعمة على قيم غذائية منخفضة وتحتوي على مستويات عالية من الملح، السكر والدهون المشبعة. بالإضافة إلى أن تخطي الوجبات يمكن أن يخل بتوازن سكر الدم ويخفض مستويات الطاقة. يعد تكوين برنامج غذائي متوازن ومخطط له أمرًا هامًا لمنع هذه الأخطاء. يجب تقييم عادات التغذية بالاشتراك مع طبيب متخصص أو أخصائي تغذية.
الأسئلة الشائعة
متى تنتهي الفترة الخطرة للحمل؟
تُعتبر المرحلة الأولى من الحمل التي تشمل أول 12 أسبوعًا هي الأكثر حساسية. خلال هذه المرحلة، تبدأ أعضاء الجنين بالتشكل ويكون خطر الإجهاض أعلى. يجب مراقبة أي نزيف، تقلصات شديدة أو قيء وغثيان شديد خلال هذه الفترة بدقة. تنتهي الفترة الخطرة للحمل خلال 12-13 أسبوعًا حيث يدخل الحمل مرحلة مستقرة ويبدأ الثلث الثاني من الحمل. ومع ذلك، في بعض الحالات مثل ضعف عنق الرحم أو مشاكل المشيمة أو مخاطر العدوى، قد تستمر عوامل الخطر. لذا، يعد إجراء الفحوصات والتحليلات الطبية بانتظام خلال الحمل أمرًا هامًا.
كيف يجب أن تكون قائمة التغذية في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل؟
تشكل قائمة التغذية في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل أساسًا لنمو الجنين الصحي. يجب على الأمهات تناول ما يكفي من الفوليك أسيد، الحديد، البروتين والكالسيوم خلال هذه الفترة. الأطعمة المقترحة تشمل:
- الخضروات والفواكه الطازجة،
- المنتجات الحبوب الكاملة،
- مصادر البروتين المنخفض الدسم (الدجاج، الأسماك، البيض)،
- الأطعمة الغنية بالحديد (كالسبانخ واللحم الأحمر)،
- البقوليات والخضروات الورقية الخضراء الداكنة التي تحتوي على الفوليك أسيد.
بما أن الغثيان شائع في الأشهر الأولى من الحمل، يُنصح بتناول الطعام بكميات صغيرة ومتكررة، تناول الأطعمة الجافة وشرب الكثير من الماء. تكون الأطعمة الغنية بفيتامين سي مفيدة عند تناولها معًا لزيادة امتصاص الحديد.
لماذا يعتبر التغذية قبل الحمل مهمًا؟
تغذية ما قبل الحمل أمر مهم للغاية لتهيئة جسم الأم الحامل بالشكل الأفضل للحمل. يُنصح أن تتبع النساء اللواتي يخططن للحمل برنامج غذائي متوازن وغني من حيث القيم الغذائية. يجب التركيز خصوصًا على الفيتامينات والمعادن الآتية:
الفوليك أسيد: يجب البدء في تناوله قبل الحمل للمساعدة في الوقاية من التشوهات الخلقية.
الحديد: يساعد على الوقاية من فقر الدم المستمر خلال الحمل.
الكالسيوم: يدعم صحة نظام الهيكل العظمي للأم والجنين على حد سواء.
أحماض أوميغا 3 الدهنية: تلعب دورًا حيويًا في نمو دماغ الجنين والجهاز العصبي.
فقدان الوزن الصحي أو اكتساب الوزن المناسب عند البدين أو المنخفض الوزن قبل الحمل يسهم بشكل إيجابي في عملية الولادة.
كيف ينبغي أن تكون التغذية خلال الحمل؟
جواب سؤال كيفية التغذية خلال الحمل هو اتباع نظام غذائي متوازن ومتنوع وموجه نحو الاحتياجات. تشمل التوصيات الغذائية العامة:
- تناول ما لا يقل عن 5 حصص من الخضار والفواكه الطازجة يوميًا.
- يجب تضمين مصادر البروتين في كل وجبة.
- يجب أن تكون مصادر الكالسيوم مثل الحليب ومنتجاته جزءاً من النظام الغذائي اليومي.
- يجب تفضيل الحبوب الكاملة وتجنب الأطعمة الدهنية، السكرية والمعالجة.
- يجب الحد من استهلاك الملح وشرب كميات كافية من الماء.
يجب تناول مكملات الفيتامينات والمعادن في الحمل وفق تقديمات الطبيب. يزيد الاحتياج للطاقة لدى الأم في الأشهر اللاحقة من الحمل، ولذلك يعد إعداد نظام غذائي متوازن من حيث السعرات أمرًا ضروريًا.
كيف ينبغي أن تكون قائمة التغذية في الشهر السابع من الحمل؟
في الشهر السابع من الحمل، الذي يعد بداية الثلث الثالث، يستمر الجنين في النمو السريع. لذا فإن قائمة التغذية في الشهر السابع من الحمل تكتسب أهمية خاصة. تشمل خطة التغذية الأساسية المقترحة:
- يجب زيادة الاحتياج اليومي للبروتين (كاللحوم، الأسماك، البقوليات).
- يجب دعم تناول حمض أوميغا 3 الدهني (كالسمك، الجوز).
- يجب تناول كمية كافية من الكالسيوم (كاللبن، الزبادي، الجبن).
- يجب تسهيل الهضم من خلال تناول الأطعمة ذات المحتوى العالي من الألياف (كالخضار، الحبوب الكاملة).
- يجب الحد من تناول الحلويات ويفضل الكربوهيدرات المعقدة.
في هذه الفترة، بما أن مشاكل مثل حرقة المعدة وعسر الهضم تزداد، يجب تجنب الوجبات الثقيلة وتناول الطعام في حصص صغيرة. يساهم شرب الماء بانتظام في تقليل الوذمات وتسهيل عملية الهضم.