حرقة المعدة والارتجاع المعدي المريئي هما مشكلتان هضميتان شائعتان في المجتمع. ينتج عنهما شعور بالحرقة في الصدر، ومرارة في الفم وتهيج في الحلق نتيجة ارتداد حمض المعدة إلى المريء. تلعب عوامل عديدة دوراً في تحفيز حرقة المعدة والارتجاع المعدي المريئي، ومن أبرزها نمط الحياة وعادات الأكل. تهدف هذه المقالة إلى استعراض بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها للوقاية من حرقة المعدة والارتجاع المعدي المريئي.

تجنب الاستلقاء بعد الوجبات

الاستلقاء مباشرة بعد الأكل يزيد من خطر ارتداد حمض المعدة إلى المريء. البقاء في وضع مستقيم لمدة ساعتين على الأقل بعد الأكل يمكن أن يساعد في منع حرقة المعدة. هذا العادة البسيطة تعد طريقة فعّالة لتخفيف أعراض الارتجاع.

تناول الطعام ببطء وامضغه جيداً

تناول الطعام ببطء ومضغه جيداً يقلل من العبء على المعدة. عند تناول الطعام بسرعة، قد تقوم المعدة بإفراز المزيد من الأحماض ما يزيد من خطر حرقة المعدة. يعد تناول الطعام ببطء ومضغ اللقم بشكل جيد إحدى الطرق الفعالة للحفاظ على صحة المعدة.

تجنب المشروبات المحتوية على الكافيين والغازات

يمكن أن تزيد المشروبات المحتوية على الكافيين (مثل القهوة والشاي والكولا) والمشروبات الغازية من إنتاج الحمض في المعدة، ما يحفز الشكاوى من الارتجاع. يعد تحديد أو تجنب هذه المشروبات مفيداً لمن يعانون من حرقة المعدة، خصوصاً في ساعات الليل المتأخرة.

تقليل استهلاك الكحول والتدخين

يمكن أن يؤدي الكحول والتدخين إلى زيادة إنتاج الحمض في المعدة مما يزيد من حدة حرقة المعدة. التدخين يضعف العضلات في المريء، مما يسمح للحمض بالانتقال لأعلى. يعد تجنب هذه العادات مهماً للحفاظ على صحة المعدة.

تناول الوجبات بشكل متكرر وبكميات صغيرة

تناول الطعام بكميات صغيرة وبشكل متكرر يمنع امتلاء المعدة بشكل مفرط. يساعد تناول الطعام بكميات قليلة ومتكررة في السيطرة على حرقة المعدة. من الأفضل اختيار الوجبات الخفيفة والمتوازنة خلال اليوم للحفاظ على صحة المعدة.

استخدام وسادة عالية عند النوم يمكن أن يمنع ارتداد الحمض إلى المريء. النوم مع رفع الرأس والجسم يساعد في تقليل أعراض حرقة المعدة.

تجنب الأطعمة الحارة والدهنية

يمكن أن تثير الأطعمة الحارة والدهنية والمقلية حرقة المعدة. هذه الأنواع من الطعام قد تزيد من العبء على المعدة وتزيد من مستوى الحمض. يعد تحديد هذه الأطعمة خصوصاً خلال وجبات العشاء أمراً مهماً للسيطرة على أعراض الارتجاع.رغم أن تغيير نمط الحياة قد يخفف من حرقة المعدة والارتجاع، إلا أنه من المهم استشارة الطبيب في حالة استمرار الأعراض لفترة طويلة للحصول على الدعم المهني والحفاظ على الصحة المعدية بشكل عام.

أهمية تقليل التوتر في التعامل مع الارتجاع

يمكن أن يكون الارتجاع ناتجاً عن الضغوط النفسية وليس فقط العوامل الجسدية. التوتر اليومي يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على الجهاز الهضمي، مما يزيد من إنتاج الحمض في المعدة. الضغوط في العمل وعدم انتظام النوم والتغيرات العاطفية والقلق الشخصي يمكنها أن تؤثر سلبياً على وظيفة عضلات المعدة وتزيد من شدة أعراض الارتجاع.

لمواجهة التوتر، يمكن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، تنفيذ تقنيات التنفس والاسترخاء، والانخراط في أنشطة مهدئة مثل التأمل واليوغا. بالإضافة إلى ذلك، يعد الحصول على نوم جيد أمراً ذا تأثير كبير على صحة المعدة. عند علاج الارتجاع، يجب مراعاة الصحة النفسية إلى جانب الصحة الجسدية.

هل يساهم اختيار الملابس في التأثير على الارتجاع؟

يمكن أن تؤدي الملابس الضيقة وخاصة التي تضغط على منطقة البطن إلى الضغط على المعدة وتحفيز ارتداد الحمض إلى المريء. من الأفضل اختيار الملابس الواسعة والمريحة مثل الابتعاد عن الأحزمة الضيقة والسراويل الضيقة والملابس الشبيهة بالمشد. هذه التدابير يمكن أن تساعد في تقليل أعراض الارتجاع.

تقليل شكاوى الارتجاع بطرق طبيعية

يمكن تقليل شكاوى الارتجاع باتباع بعض الأساليب الطبيعية مثل:

مراجعة عادات الأكل والابتعاد عن الأطعمة الدهنية والحامضية، والحرص على تناول الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة سهلة الهضم. تجنب الاستلقاء مباشرة بعد تناول الطعام واستبدال ذلك بالانتظار 2-3 ساعات بعد الأكل يمكن أن يقلل من شكاوى الارتجاع.

كما أن تناول الطعام بكميات صغيرة وبشكل متكرر يمكن أن يحمي المعدة من الامتلاء المفرط ويقلل من أعراض الارتجاع. تحديد تناول المواد المهيجة مثل الكافيين والكحول والتبغ أو تجنبها تماماً يمكن أن يساعد في التحكم في شكاوى الارتجاع. كما يمكن لتعاطي شاي الأعشاب مثل المشروبات القلوية أن يوازن حمض المعدة.

تقديم اهتمام بإدارة التوتر وتشمل تنفيذ تقنيات مثل التأمل واليوغا والتمارين التنفسية العميقة، يمكن أن يقلل من مستوى التوتر وتأثيره الإيجابي على الجهاز الهضمي.

بتطبيق هذه الطرق الطبيعية بشكل منتظم، يمكن تقليل شكاوى الارتجاع والعيش بشكل أكثر صحة. من المهم أن ندرك أن هناك العديد من العوامل التي تلعب دوراً في التعامل مع الارتجاع، بما في ذلك عادات الأكل وتطبيق نظام نوم صحي وتشمل التدابير لتجنب العادات الضارة.

الارتجاع لدى الأطفال: ما يجب الانتباه إليه

الارتجاع لا يصيب البالغين فقط، بل قد يظهر أيضاً لدى الأطفال. غالباً ما يكون ارتجاع الأطفال نتيجة لعدم نضوج صمام المعدة بشكل كافٍ وقد يظهر على شكل قيء بعد أو أثناء شرب الحليب. من بين الأعراض الأولية للارتجاع لدى الأطفال؛ القيء المتكرر، القلق، ضعف زيادة الوزن ومشاكل النوم.

تعتبر أهم التدابير الوقائية للارتجاع لدى الأطفال هي إبقاء الطفل في وضع مستقيم بعد التغذية وتقديم الوجبات بكميات صغيرة ومتكررة. عند الضرورة، يجب تقييم خيارات العلاج الموصى بها من قبل طبيب الأطفال والحفاظ على علاج الارتجاع تحت إشراف المختصين.

الأسئلة الشائعة

ما هو الارتجاع وكيف يتم تشخيصه؟

الارتجاع هو اضطراب في الجهاز الهضمي يحدث نتيجة ارتداد حمض المعدة إلى المريء، وتشمل أعراضه الأكثر شيوعاً الشعور بالحرقة في الصدر، ومرارة في الفم، وتهيج الحلق وصعوبة في البلع. بعض الأشخاص قد يعانون من هذه الأعراض بين فترة وأخرى، بينما قد تكون حادة لدرجة أنها تؤثر على جودة حياتهم في حالة آخرين. غالباً ما يتطور الارتجاع نتيجة لعادات الحياة ونمط التغذية. 

ما هي أسباب الارتجاع؟

الأسباب الرئيسية للارتجاع هي عدم انغلاق أو ضعف وظيفة العضلات الموجودة بين المعدة والمريء (العضلة العاصرة السفلية للمريء). في حالة عدم عمل هذه العضلة بصورة صحيحة فإن حمض المعدة قد يرتد إلى المريء مسبباً الضرر. يمكن لعوامل مثل الإفراط في تناول الطعام، تناول الأطعمة الدهنية والحارة، زيادة الوزن، الحمل، تعاطي التبغ والكحول أن تؤدي إلى الارتجاع. بعض الأدوية والتوتر أيضاً قد يؤديان إلى تفاقم الحالة.

كيف يُعالج الارتجاع؟

يختلف علاج الارتجاع بناءً على شدة الحالة ونمط حياة المريض. غالباً ما تكون تغييرات نمط الحياة وتعديل الحمية كافية في الحالات الخفيفة؛ بينما قد تتطلب الحالات الأكثر تطوراً تدخلاً طبياً. قد يتم استخدام أدوية تقلل من حمض المعدة مثل مثبطات مضخة البروتون (PPI) أو حاصرات مستقبلات H2 تحت إشراف الطبيب. في حالات نادرة، قد يكون التدخل الجراحي (التفاف القاع) ضرورياً. تعتبر المراقبة الطبية الدورية أمراً بالغ الأهمية خلال فترة العلاج.

ما هي العلاجات المناسبة للارتجاع وما هي الأطعمة التي يجب تجنبها؟

تشمل العادات المفيدة للارتجاع تناول وجبات صغيرة ومتكررة، الحفاظ على وضع مستقيم بعد الأكل ورفع الرأس عند النوم. بعض الأطعمة مثل الزنجبيل، الموز، دقيق الشوفان والزبادي قد تساعد في تخفيف أعراض الارتجاع. بينما يجب الابتعاد عن الأطعمة التي تزيد من حمض المعدة مثل الشوكولاتة، المشروبات المحتوية على الكافيين، النعناع، الطماطم، الحمضيات والمقليات. ونظراً لاختلاف حساسية الأفراد فمن المهم التعرف على الأطعمة التي تؤدي إلى تفاقم الحالة بأنفسهم.

تاريخ الإنشاء : 13.05.2025
تاريخ التحديث : 30.06.2025
كاتب : Yeliz YİĞİT
الاتصال : 444 23 23
نموذج الاتصال معلومات حول كوفيد-19