تطور الرؤية لدى الأطفال يظهر تغييرات وتقدمات هامة منذ لحظة الولادة وفي السنوات الأولى من الحياة. هذه العملية لها أهمية حيوية للأطفال لاكتشاف محيطهم، والتعرف على الأشياء، والانخراط في التفاعلات الاجتماعية. توجه الرؤية لدى الأطفال والشهور الأولى تطور سريع، وتمر بمراحل مختلفة تزداد فيها قدراتهم البصرية بشكل ملحوظ.
عند ولادة الطفل تكون قدراته البصرية محدودة جداً. قدرات التركيز لديهم محدودة على مسافات قصيرة، وعادة ما يتمكنون من التركيز على الأشياء التي تبعد عنهم بمقدار 20-30 سم (حوالي مسافة الرضاعة). في هذه الفترة، يستطيع الأطفال تمييز الأشياء ذات التباين المرتفع والوجوه بشكل أفضل. قد تتحرك عيون الأطفال حديثي الولادة بدون تنسيق في البداية؛ وهذا أمر طبيعي ويصحح عادة في غضون بضعة أشهر.
في هذه الفترة، تتطور قدرة الأطفال على تنسيق حركة العينين. يبدأ الأطفال في تحريك عيونهم بشكل متناسق ويمتلكون القدرة على تتبع الأشياء المتحركة. يبدأون في التمييز بين الألوان، لكن نضج هذه القدرة يستغرق بعض الوقت.
تستمر حدة الرؤية في التحسن ويتمكن الأطفال من التمييز بين مجموعة أوسع من الألوان. في هذه الفترة، تتطور قدرتهم على إدراك العمق والرؤية ثلاثية الأبعاد. يستطيع الأطفال التقدير بشكل أفضل للمسافات بين الأشياء وتتطور لديهم قدرات التنسيق بين اليد والعين، مما يعزز قدرتهم على الوصول إلى الأشياء والإمساك بها.
تصل قدرات الأطفال البصرية الى مستويات تشبه البالغين بحلول نهاية السنة الأولى. في هذا العمر، يتمكن معظم الأطفال من تقدير المسافات بشكل جيد ورؤية الأشياء بوضوح أكبر. كما يظهرون تقدماً كبيراً في تميز الوجوه وتفسير تعابيرها خلال هذه الفترة.
بعد سنة واحدة، تستمر قدراتهم البصرية في التطور بسرعة لدعم اكتشافهم للعالم، وتعلمهم، وتفاعلهم الاجتماعي. يتطور لديهم التنسيق بين اليد والعين، ويزدهر تعرفهم على الأشياء وقراءة تعابير الوجوه، بينما تتطور أيضاً مهاراتهم في التعرف على الألوان والأشكال. تطور الرؤية لدى الأطفال هو جزء مهم من التطور العام للطفل. من المهم أن يتأكد الوالدين ومقدمو الرعاية من دعم تطور الرؤية للأطفال والكشف المبكر عن أي مشاكل بصرية من خلال فحوصات العين المنتظمة. يمكن أن تمكن التدخلات المبكرة الأطفال من تحقيق أقصى استفادة من قدراتهم البصرية والتطور بشكل صحي.
يمكن للأطفال بعد الولادة التركيز فقط على الأشياء البعيدة عنهم بمقدار 20-30 سم. تتطور قدرات الرؤية لديهم بسرعة، خاصة في الأشهر الستة الأولى. وبحلول عمر 9-12 شهرًا، يزداد وضوح الرؤية وإدراك العمق لديهم بشكل ملحوظ، وعندما يصلون إلى عام واحد تصبح قدرات الرؤية لديهم شبيهة بمستوى البالغين.
خلال الأشهر القليلة الأولى، قد تظهر أحياناً انحرافات في عيون الأطفال أو حركات غير متزامنة، وهي عادةً طبيعية وتتحسن مع تطور عضلات العين. ولكن إذا استمرت الانحرافات بعد الشهر الرابع أو زادت، يجب استشارة طبيب عيون.
نعم، قد يختلف تطور الرؤية لدى الأطفال الخدج عنه لدى المولودين في الوقت المناسب. الأطفال الخدج قد يعانون من مشاكل بصرية مثل الاعتلال الشبكي بشكل أكثر تكرارًا. لذلك، من المهم متابعة فحوصات العين بانتظام للمواليد الخدج ومراقبة تطور رؤيتهم عن كثب.
يبدأ الأطفال في عمر شهرين بالتعرف على الوجوه، ويتيحون للوالدين أو الأشخاص المعرفين لديهم مزيداً من الاهتمام من خلال النظر إليهم لمدة طويلة. كما يبدأون في تتبع الأشياء المتحركة بأعينهم ويظهرون اهتماماً أكبر بالأنماط ذات التباين العالي (أسود-أبيض).