تكلس الأذن الداخلية، بالاسم الطبي تصلب الأذن، هو مرض متفاقم في الأذن قد يؤدي إلى فقدان السمع. يحدث نتيجة لنمو غير طبيعي للعظام في الأذن الداخلية مما يفقدها القدرة على الحركة. يعوق هذا النمو وصول الموجات الصوتية إلى الأذن الداخلية مما قد يسبب فقدان السمع. إذن، ما هو تكلس الأذن الداخلية بالتحديد؟ وما هي الأعراض؟ لماذا يحدث ومن هم الأكثر عرضة للخطر؟ 

ما هو تكلس الأذن الداخلية (تصلب الأذن)؟

تصلب الأذن هو مرض ينشأ نتيجة لفقدان قدرة عظمة الركاب في الأذن الداخلية على الحركة بسبب نمو غير طبيعي للعظام. هذه العملية غير الطبيعية للتكلس تعوق نقل الموجات الصوتية إلى العصب السمعي بشكل صحيح، مما يؤدي إلى فقدان السمع. يظهر تصلب الأذن عادة في الأذنين معًا، لكنه قد يتطور في أذن واحدة فقط. يُلاحظ هذا المرض بصورة شائعة بين النساء، ويبدأ عادةً في سن مبكرة ويمكن أن يتفاقم مع مرور الوقت.

ما هي أعراض تكلس الأذن الداخلية؟

الأعراض الأكثر شيوعًا لتصلب الأذن هي:

  • فقدان السمع: فقدان السمع التدريجي هو العرض الأكثر شيوعًا. في البداية، قد يكون من الصعب سماع الأصوات ذات التردد المنخفض.
  • الطنين في الأذن (طنين الأذن): قد يشعر المرء بصوت طنين أو همهمة مستمرة أو متقطعة في الأذن.
  • الدوخة ومشاكل التوازن: قد يحدث الدوار بسبب التأثير على التوازن نتيجة للتكلس غير الطبيعي في الأذن الداخلية.
  • صعوبة في تمييز أصوات المحادثات: قد يعاني الشخص من صعوبة في فهم المحادثات في الأماكن الصاخبة.
  • سماع صوت ثابت: يمكن للشخص أن يدرك صوته بشكل مختلف عن المعتاد.

يمكن أن تتفاقم هذه الأعراض مع مرور الوقت وتؤثر سلبًا على الحياة اليومية.

ما هي أسباب تكلس الأذن الداخلية؟

على الرغم من أن السبب المحدد لتصلب الأذن غير معروف بشكل كامل، يُعتقد أن بعض العوامل تؤثر على تطور المرض:

1. العوامل الوراثية

يمكن أن يكون تصلب الأذن موروثًا عائليًا. يكون الخطر أعلى للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للمرض.

2. التغيرات الهرمونية

يمكن أن تحفز الحمل، سن اليأس، وتقلبات الهرمونية تصلب الأذن أو تسرع تفاقمه.

3. العدوى الفيروسية

تشير بعض الدراسات إلى أن العدوى الفيروسية مثل فيروس الحصبة قد تحفز تكلس الأذن الداخلية.

4. أمراض المناعة الذاتية

قد يتسبب هجوم جهاز المناعة على الأنسجة الداخلية للأذن في تصلب الأذن أيضًا.

من هم الأكثر عرضة للخطر؟

العوامل التي تزيد من احتمال تطور تصلب الأذن تشمل:

  • الاستعداد الوراثي: يظهر بشكل أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي لتصلب الأذن.
  • الإناث: نسبة انتشاره أكبر بين الإناث مقارنة بالذكور.
  • العمر الشبابي: يبدأ عادةً بين سن 15 و45 عامًا.
  • الحمل: يمكن أن يؤدي تغير مستويات الهرمونات أثناء الحمل إلى تفاقم المرض.
  • العدوى الفيروسية: يُعتقد أن العدوى مثل الحصبة قد تلعب دورًا.

كيف يتم تشخيص تكلس الأذن الداخلية؟

يتم تشخيص تصلب الأذن بواسطة فحص واختبارات يقوم بها طبيب متخصص في الأذن والأنف والحنجرة (ENT):

  • فحص الأذن باستخدام منظار الأذن: يتم فحص طبلة الأذن والأذن الوسطى.
  • قياس السمع النقي: تحديد مستوى فقدان السمع.
  • قياس الطبلة: يُقاس ضغط الأذن الوسطى ووظائف السمع.
  • الأشعة المقطعية: قد تُستخدم لتصوير العظام الداخلية للأذن بوضوح.

طرق علاج تكلس الأذن الداخلية

نظرًا لأن تصلب الأذن هو مرض متفاقم، فإن التشخيص المبكر يحمل أهمية كبيرة. تتغير الخيارات العلاجية بناءً على مستوى المرض:

1. استخدام جهاز السمع

يمكن لأجهزة السمع أن تساعد في تعزيز القدرة السمعية لدى المرضى في حالات فقدان السمع الخفيف والمتوسط.

2. العلاج الجراحي (استبدال العظمة أو توسعة العظمة)

تُستخدم الطرق الجراحية في حالات تصلب الأذن المتقدمة:

  • استبدال العظمة: يتم إزالة عظمة الركاب المتضخمة واستبدالها بزرع صناعي.
  • توسعة العظمة: يُفتح ثقب صغير في عظمة الركاب دون إزالتها بالكامل ويتم وضع زرع صناعي.

قد تستعيد هذه الجراحات بشكل كبير السمع المفقود.

3. العلاج الدوائي

  • مكملات الفلوريد قد تبطئ النمو العظمي.
  • مكملات فيتامين د والكالسيوم قد تدعم صحة العظام.

هل من الممكن منع تكلس الأذن الداخلية؟

تصلب الأذن هو مرض لا يمكن منعه بشكل كامل، ولكن التشخيص المبكر يمكن أن يبطئ من تقدمه. يمكن اتخاذ الإجراءات التالية لمنع فقدان السمع:

  • الذهاب للفحوص الدورية إذا كان هناك استعداد عائلي
  • تجنب الأماكن ذات الضوضاء العالية
  • الاهتمام بنظافة الأذن
  • تناول نظام غذائي غني بفيتامين د والكالسيوم
  • الوقاية من العدوى الفيروسية (مثل الحصول على لقاح الحصبة)

تكلس الأذن الداخلية (تصلب الأذن) هو مرض متفاقم يمكن أن يسبب فقدان السمع. تلعب العوامل الوراثية، العدوى الفيروسية، والتغيرات الهرمونية دورًا في تطور المرض. من خلال التشخيص المبكر، يمكن تقليل آثار المرض باستخدام أجهزة السمع، العمليات الجراحية، أو العلاج الدوائي. إذا كنت تعاني من فقدان السمع أو طنين الأذن أو الدوار، فمن المهم استشارة اختصاصي الأذن والأنف والحنجرة.

طرق زيادة جودة الحياة مع تصلب الأذن

تصلب الأذن لا يقتصر فقط على فقدان السمع، بل يؤثر أيضًا على الحياة الاجتماعية والحالة النفسية للفرد. لذا يجب دعم العلاج الطبي بالتغييرات في نمط الحياة. بالنسبة للأفراد الذين يعانون من فقدان السمع التوصيلي، التشخيص المبكر والتوجيه الصحيح مهمان للغاية. التكييف مع عملية العلاج وتعزيز الدعم السمعي يمكن أن يجعل التواصل اليومي أكثر راحة.

جراحة تكلس الأذن الداخلية هي إجراء جراحي مُطبق بنجاح واسع، وقد تستعيد العديد من المرضى القدرة السمعية مرة أخرى. مع ذلك، يُعد الحفاظ على التغذية المتوازنة، تقليل التوتر، وتعزيز المناعة من الأمور المهمة لدعم هذه العملية. بعض الأشخاص قد يبحثون عن طرق تكميلية ويتساءلون عن خيارات العلاج النباتي لتكلس الأذن. إلا أن الأبحاث العلمية عليها محدودة ويجب استشارة متخصص قبل تطبيقها.

 

الأسئلة الشائعة

كم من الوقت تستغرق ظهور أعراض تصلب الأذن؟

عادةً ما يكون تصلب الأذن مرضًا يسير ببطء، وقد تبدأ الأعراض الأولى بفقدان سمع طفيف أو طنين على مدى سنوات. في بعض الحالات، تتقدم الأعراض خلال 6 شهور، بينما في حالات أخرى قد تبقى مستقرة لسنوات عديدة. لهذا السبب، تكون الفحوص السمعية الدورية في غاية الأهمية.

هل يظهر تكلس الأذن الداخلية في كلتا الأذنين؟

في معظم الحالات يمكن أن يتطور في كلتا الأذنين، ولكن الحالات التي تبدأ في أذن واحدة شائعة أيضًا. يمكن أن تظهر الشكاوي المشابهة في الأذن الأخرى في مراحل لاحقة.

هل توفر جراحة تكلس الأذن الداخلية حلاً دائمًا؟

بعد الجراحة، يتحسن السمع لدى العديد من المرضى بشكل ملحوظ، لكن في بعض الحالات قد يحدث تراجع جزئي بمرور الوقت. تؤثر عوامل مثل عمر المريض، مستوى التكلس، والحالة الصحية العامة على نجاح الجراحة.

هل تعمل طرق العلاج النباتي لتكلس الأذن؟

قد تساعد المكملات النباتية في تعزيز جهاز المناعة؛ لكن في الأمراض التي تسبب تغييرات هيكلية في العظام مثل تصلب الأذن، فهي ليست كافية وحدها. إذا كان هناك استخدام لطرق بديلة، فيجب أن يكون ذلك بتوجيه من متخصص الأذن والأنف والحنجرة.

تاريخ الإنشاء : 07.05.2025
تاريخ التحديث : 30.06.2025
كاتب : Yeliz YİĞİT
الاتصال : 444 23 23
نموذج الاتصال معلومات حول كوفيد-19