يمكن أن تظهر أمراض العمود الفقري مع مجموعة واسعة من الأعراض والمضاعفات. يعد التشخيص الدقيق لهذه الأمراض أمرًا حيويًا لتكوين خطة علاج فعالة. تختلف الأساليب المستخدمة في تشخيص أمراض العمود الفقري حسب نوع المرض ودرجة شدته وموقعه. فيما يلي أبرز الأساليب التشخيصية المستخدمة في هذه العملية:
عادة ما تبدأ عملية تشخيص أمراض العمود الفقري بفحص جسدي دقيق. يقوم الطبيب بتقييم وضعية المريض وقدرته الحركية للعمود الفقري ويتأكد من وجود الألم أثناء حركات محددة. إلى جانب ذلك، يمكن إجراء اختبارات الانعكاس لتقييم الاضطرابات الوظيفية للعصب.
قد تظهر بعض أمراض العمود الفقري علامات الالتهاب النظامي أو العدوى. قد تكون هناك حاجة لاختبارات دم متنوعة لهذا الغرض. تقيس الاختبارات مثل سرعة ترسيب الكريات الحمراء (ESR) وبروتين سي التفاعلي (CRP) مستوى الالتهاب في الجسم، بينما يمكن استخدام اختبارات الأجسام المضادة المحددة في تشخيص الأمراض المناعية الذاتية. تتيح هذه الأساليب التشخيصية لأمراض العمود الفقري التشخيص الدقيق والسريع للمرض. يتم اختيار كل أسلوب بناءً على الحالة الفردية للمريض ويمكن استخدامه بشكل متكامل. يُعتبر التشخيص المبكر ذو أهمية كبيرة للحفاظ على صحة العمود الفقري وتحسين جودة الحياة. لمزيد من المعلومات حول أمراض العمود الفقري والأساليب التشخيصية، يُنصح باستشارة طبيب مختص.
لا تقتصر أمراض العمود الفقري على الأساليب التشخيصية فقط؛ بل تشمل أيضًا الأنواع المختلفة من الأمراض، الأعراض التي تسببها، وعملية العلاج التي تمتد على نطاق واسع. من بين هذه الأمراض، يُعتبر التضيق الشوكي الأوسع انتشارًا والذي يعرف بتضيق القناة الشوكية مما يؤدي إلى ضغط الأعصاب. غالبًا ما تنشأ هذه الحالة نتيجة تغيرات تنكسية مرتبطة بالعمر وتظهر بأعراض مثل الألم في مناطق الظهر أو الرقبة، التنميل، والضعف.
تظهر أمراض العمود الفقري ليس فقط لدى البالغين، ولكن يمكن رؤيتها أيضًا في مرحلة الطفولة. يمكن أن تتطور أمراض العمود الفقري عند الرضع بسبب العوامل الوراثية أو التشوهات الخلقية. تُعتبر أمراض مثل الشوك المشقوق خاصة، والتي قد يُلاحظ فيها حالة جدية من انشقاق العمود الفقري، حيث تظهر منذ الولادة باعتبارها خروج الحبل الشوكي والأعصاب.
توجد العديد من أنواع أمراض العمود الفقري، وكل منها يمكن أن يظهر بأعراض مختلفة، من بينها:
تعتبر هذه الأمراض من الأمثلة التي يمكن أن تُذكر. إذا تم تشخيص هذه الأمراض في مراحل مبكرة، يمكن إدارتها بنجاح باستخدام أساليب غير جراحية.
التضيق الشوكي هو مرض في العمود الفقري يحدث نتيجة تضييق القناة الشوكية مما يضع الحبل الشوكي والجذور العصبية تحت الضغط. يتطور عادة بسبب التغيرات التنكسية المرتبطة بالعمر ويظهر بشكل أكثر شيوعًا في منطقتي الظهر (القطني) والرقبة (الرقبي). تشمل الأعراض الألم في الظهر أو الرقبة، التنميل في الساقين، الوخز، الضعف، وصعوبة المشي. تتغير عملية العلاج حسب شدة المرض. في الحالات الخفيفة، ينصح بالعلاج الطبيعي، تعليم الوضعية الصحيحة، أدوية لتخفيف الألم، وتغييرات في نمط الحياة؛ في حين تتطلب الحالات الأكثر تقدمًا الحقن فوق الجافية أو الأساليب الجراحية (مثل عملية إزالة الصفيحة الفقارية أو دمج العمود الفقري). يساهم التشخيص المبكر والعلاج المناسب بشكل كبير في تحسين جودة حياة المريض.
تشمل أمراض العمود الفقري مجموعة واسعة من الاضطرابات التي تتراوح بين التشوهات الخلقية والمشاكل التنكسية المرتبطة بالعمر. تشمل أمراض العمود الفقري الأكثر شيوعًا الجنف (انحناء العمود الفقري إلى الجانب)، الحداب (تحدب الظهر)، تقعر العمود الفقري (زيادة الانحناء القطني)، فتق القرص القطني (الانزلاق الغضروفي القطني)، الانزلاق الغضروفي الرقبي، التضيق الشوكي (تضييق القناة الشوكية)، الانزلاق الفقاري (تبدل مكان الفقرات)، وانشقاق العمود الفقري (الشوك المشقوق). تؤثر هذه الأمراض على شكل، بنية، ووظيفة العمود الفقري مسببة الألم، قيد الحركة، ضغط الأعصاب، وضعف العضلات. تختلف مقاربات التشخيص والعلاج لكل نوع من هذه الأمراض.
يعد اكتشاف أمراض العمود الفقري في فترة مبكرة لدى الرضع أمرًا بالغ الأهمية لنجاح عملية العلاج. يمكن أن تتطور بعض أمراض العمود الفقري كحالات خلقية وغالبًا ما تكتشف في الفحوصات الحديثة للولادة أو في الفحوصات الروتينية للأطفال. يمكن ملاحظة أعراض تحت الجلد مثل التورم، الحفر، تكتلات الشعر، أو تغيرات اللون في منطقة الظهر كإنذار لمرض الشوك المشقوق (spina bifida). يمكن أن تلاحظ أيضًا قيود الحركة، اضطرابات توتر العضلات، أو ضعف في الأطراف السفلى. يتم اللجوء إلى أساليب التصوير مثل الموجات فوق الصوتية، الأشعة السينية، والتصوير بالرنين المغناطيسي في التشخيص. يتيح التشخيص المبكر فرصًا للتدخل الجراحي والطبي بخيارات تساهم في السعي نحو نمو صحي أكثر.
الشوك المشقوق هو مرض خلقي في العمود الفقري نتيجة عدم اكتمال الانغلاق مما يؤدي إلى بروز الحبل الشوكي والأنسجة العصبية. يوجد عدة أنواع من المرض: الشوك المشقوق الخفي (الشكل الخفي)، وغالبًا ما يكون طفيفًا ولا يسبب أعراضًا؛ بينما يعتبر تكيس السحايا والمييلومنينغوسيل أشكال أكثر خطورة مسببة مضاعفات عصبية. يتباين العلاج حسب نوع المرض وشدته. في الحالات الطفيفة يكفي المتابعة المنتظمة، بينما تتطلب الحالات الأكثر شدة تدخلًا جراحيًا بعد الولادة أو قبلها. يمثل التأهيل، العلاج الطبيعي، تدريب المثانة والأمعاء، الدعم العظمي، ونهج متعدد التخصصات أهمية لزيادة جودة حياة المريض.