الماء الأبيض يعني فقدان شفافية العدسة داخل أعيننا، أي العدسة الطبيعية، الأمر الذي يؤدي إلى غباش الرؤية. يمكن أن يظهر هذا الإضطراب مع تقدم السن، ولكن قد يكون أيضاً خلقي. يمكن أيضاً رؤيته عند الأطفال والرضع.
عادة ما يتطور هذا الاضطراب مع تقدم العمر، ويمكن أن تكون الإصابات التي تحدث للعين (مثل الضربات، العمليات الجراحية، الأمراض طويلة الأمد) لها تأثير أيضاً. كما يمكن أن يؤدي مرض السكر واستخدام الأدوية التي تحتوي على الستيرويد لفترات طويلة إلى ظهور هذا الاضطراب.
في هذه الحالة، يتم ملاحظة الرؤية المزدوجة، الغباش، فقدان الرؤية الليلية، الحساسية للضوء، التدهور البطيء في الرؤية، صعوبة في القراءة، فقدان حيوية الألوان، وتغيير متكرر في درجة النظارات. يجب استشارة طبيب مختص على الفور.
تظهر المياه البيضاء لدى البالغين عادة في أعمار متقدمة. مع التقدم في السن تحدث تغييرات في العين، وخاصة في عدستها، مثل باقي الأعضاء الأخرى في الجسم. هذه التغييرات يمكن أن تؤدي إلى تغير في محتوى المياه في العدسة وتشويه ترتيب أليافها في بعض المرضى. في بعض الحالات قد يؤدي إلى تراكم النفايات الخلوية في الجزئين الأمامي والخلفي من العدسة أو في كلاهما. ومع كل هذه الأسباب، فإن النتيجة النهائية هي فقدان العدسة الطبيعية داخل العين شفافيتها.
الماء الأبيض المرتبط بالعمر: هذا هو النوع الأكثر شيوعًا من الماء الأبيض ويتكون بسبب الشيخوخة التدريجية للعدسة داخل العين. تبدأ عدسة العين بالتقدم في السن ابتداء من الأربعينيات. كما يمكن أن تسرع داء السكري، الأشعة فوق البنفسجية، التدخين وسوء التغذية من هذا الشيخوخة.
الماء الأبيض الثانوي: يمكن أن تتسبب بعض العوامل الخارجية مثل علاج الإشعاعي أو استخدام الكورتيزون في تطور الماء الأبيض في الشباب. تلك المشاكل تصنف على أنها مياه بيضاء ثانوية.
الماء الأبيض الخلقي: يمكن ملاحظة هذا النوع من الماء الأبيض في الرضع بعد الولادة مباشرة. يمكن أن يكون هذا الأمر وراثيًا، أو أن التعرض للإشعاعات خلال الحمل أو الأدوية التي تستخدمها الأم أو التدخين أثناء الحمل يكون له دور في تكوين الماء الأبيض الخلقي.
الماء الأبيض هو فُقدان شفافية عدستنا الطبيعية داخل العين. العلاج الوحيد هو الجراحة.
في جراحة الماء الأبيض العادية، يتم إجراء شقوق قرنية باستخدام سكاكين قادرة على إجراء شقوق دقيقة على مستوى الميكرون. تُفتح قشرة العدسة التي حدث فيها الماء الأبيض بشكل دائري باستخدام أدوات رقيقة. تُكسر العدسة التي تطورت فيها الماء الأبيض باستخدام الأمواج فوق الصوتية العالية التردد وتُزال، ثم تُركب عدسة داخل العين في الغشاء الذي تم تنظيفه من الماء الأبيض.
العدسة الطبيعية داخل العين التي تكون موجودة منذ الولادة تكون عادة شفافة ونقية، وتسمح للضوء بالنفاذ إلى داخل العين مما يمكننا من الرؤية. يشير الماء الأبيض إلى غباش هذه العدسة الشفافة الطبيعية. يصعب على الضوء النافذ من العدسة الغباش أن يسقط على الشبكية، مما يؤدي إلى تراجع الرؤية. يُحدد وقت جراحة الماء الأبيض بتدهور رؤية المريض وانخفاض جودة حياته.
في جراحة الماء الأبيض باستخدام الفيمتو، لا تُستخدم السكاكين العادية للشقوق القرنية، بل تُجرى الشقوق باستخدام الليزر الفيمتوثانية. تُقطع قشرة العدسة التي حدث فيها الماء الأبيض بشكل دائري باستخدام الليزر بدلاً من الأدوات. يُقسَّم العدسة التي تطورت فيها الماء الأبيض لأجزاء باستخدام الليزر الفيمتوثانية، ويُستخدم تقنية الفاكو لإزالة هذه الأجزاء من العدسة.
في هذا الإجراء، تُستبدل العدسة التي فقدت شفافيتها بعدسات داخل العين التي تقوم بنفس الوظيفة. يمكن استخدام جميع أنواع العدسات بما يتناسب مع احتياجات وظروف المريض في مراكزنا.
قبل جراحة الماء الأبيض، يتم إجراء فحص دقيق للعين. يتم إجراء فحص مفصل للعين من الأمام والخلف. يتم قياس درجة العدسة المتوقعة لوضعها داخل العين بواسطة أدوات خاصة. عادة ما تنتهي هذه الإجراءات في غضون 1-2 ساعات.
بعد جراحة الماء الأبيض، تبدأ الرؤية تدريجيًا. ولكن يحدث حرقان أو تهيج أو دمع في الساعات الأولى. خلال 1-2 يومين تبدأ جودة الرؤية بالتحسن. يتم الوصول إلى المستوى المطلوب من الرؤية في غضون 10-15 يومًا. ومع ذلك، يجب تذكير أن عملية الشفاء قد تختلف من شخص لآخر.
عادةً لا يحدث ألم بعد جراحة الماء الأبيض، لكن يحدث حرقان أو تهيج أو دمع. إذا كان هناك ألم شديد، فإن ذلك يشير إلى أن شيئًا ما يسير بشكل غير صحيح. في هذه الحالة، ينبغي التواصل مع الطبيب على الفور.
لا تعود الماء الأبيض مرة أخرى. تتم إزالة النسيج الذي تطور فيه الماء الأبيض، أي العدسة، وتوضع عدسة جديدة مكانها. وبما أن العدسة الجديدة لا يتطور فيها الماء الأبيض، فلن يعود الاضطراب.
الماء الأبيض هو اضطراب يتطور مع تقدم العمر. لكن بعد التعرض لإصابة في العين، يتطور الماء الأبيض بسرعة. في الأمراض النظامية مثل السكري، يتطور الماء الأبيض في أعمار مبكرة. يتطور الماء الأبيض أيضًا بسبب الأدوية النظامية المستخدمة، مثل الكورتيزون.
قد يحدث الماء الأبيض أيضًا عند الأطفال منذ ولادتهم. يتطور نتيجة لأمراض تعرضت لها الأم أثناء الحمل. من الضروري تشخيص وعلاج الماء الأبيض لدى الأطفال في مراحل مبكرة (خلال الأسابيع 12 الأولى). لهذا السبب، من الضروري إجراء فحص للعين للمواليد الجدد فور ولادتهم.
تستغرق جراحة الماء الأبيض في المتوسط من 10 إلى 20 دقيقة للإجراء الواحد لكل عين. ومع ذلك، مع التحضير للمريض، وتقطير القطرات، وتعقيم العين، فإن العملية بأكملها في المستشفى تستغرق حوالي 1-2 ساعة. خلال هذا الإطار الزمني، يمكن للمريض أن يخضع للجراحة تحت التخدير الموضعي بواسطة القطرات دون الشعور بأي ألم أثناء العملية.
بعد جراحة الماء الأبيض، يختلف زمن الشفاء من شخص لآخر، ولكن عادةً ما يتوقع شفاء سريع. تعد الرؤية الضبابية بعد جراحة الماء الأبيض حالة شائعة في الأيام القليلة الأولى.
تتراجع الشكاوى من الحرقان أو التهيج أو الدمع في العين في الأيام القليلة الأولى. وعادةً ما يتم تحقيق وضوح الرؤية الكامل في غضون 1-2 أسابيع. من المهم للمرضى في هذه الفترة استخدام القطرات التي أوصى بها الطبيب بانتظام، وعدم فرك العين، وارتداء النظارات الوقائية.
تختلف تكلفة جراحة الماء الأبيض بناء على المستشفى المُختار، التكنولوجيا المستخدمة، خبرة الجراح وجودة العدسة المزمع زراعتها داخل العين. تُخصص نوع العلاج ونوع العدسات لكل فرد شُخص بإصابته بالماء الأبيض شخصيًا. ولذلك من المفترض تلقي معلومات الأسعار بعد تقييم الجراح.
يتم تحديد تشخيص الماء الأبيض من خلال فحص دقيق للعين. يتم تكبير بؤبؤ العين بواسطة قطرات خاصة لفحص الجزء الداخلي للعين والتأكد مما إذا كانت العدسة ضبابية. يمكن أن تساعد اختبارات حدة الرؤية وفحص الأجزاء الأمامية والخلفية من العين، وأحيانا استخدام تقنيات التصوير المتقدمة مثل التصوير الطبقي البصري (OCT) في التشخيص. عند تأكيد تشخيص الماء الأبيض، يتم تقييم تأثيره على جودة حياة المريض ووضع خطة جراحية مناسبة.
في الساعات الأولى وحتى 1-2 يوم قد لا تكون الرؤية واضحة تمامًا. قد يعتمد ذلك على التورم حول العين، الحساسية للضوء ومرحلة الشفاء. بشكل عام، تتزايد حدة الرؤية بشكل ملحوظ خلال 10-15 يومًا.
نعم، يتم اختيار العدسات المستخدمة في جراحة الماء الأبيض خصيصًا لتلبية احتياجات المريض البصرية. توجد خيارات عدسات أحادية البؤرة ومتعددة البؤر وعدسات تريفوكال. بعض العدسات يمكنها أيضاً تصحيح الاستجماتيزم. يتم اقتراح نوع العدسة من قبل الطبيب بناءً على نمط حياة المريض وتوقعاته وبنية عينه. لذلك، قد تكون العدسة الأنسب مختلفة لكل مريض.
لا، بمجرد إزالة الماء الأبيض لن يتكرر في نفس النسيج. لأن العدسة الطبيعية الضبابية تتم إزالتها أثناء الجراحة ويتم وضع عدسة داخل العين بدلاً منها. ولكن، قد يحدث لدى بعض المرضى غباش في الجزء الخلفي من الكبسولة بعد الجراحة. تُسمى هذه الحالة "الماء الأبيض الثانوي" وغالبًا ما يمكن علاجها بعملية ليزر بسيطة.