صحة العين عنصر حاسم يؤثر على صحتنا العامة وفي بعض الحالات يمكن لأمراض العيون أن تؤدي إلى مشاكل خطيرة. يعد أحد هذه الأمراض التهاب العنبية، وهو التهاب الطبقة الداخلية للعين المعروفة بالطبقة العنبية. يمكن أن يسبب هذا المرض فقدان الرؤية الدائم إذا لم يتم علاجه بسرعة.
يمكن تشخيص التهاب العنبية بواسطة طبيب عيون من خلال فحص عين مفصل، وإذا لزم الأمر باستخدام اختبارات دم أو اختبارات تصويرية.
الوقاية الكاملة من التهاب العنبية قد تكون غير ممكنة، ولكن يمكن تقليل الخطر بالاهتمام بصحة العين وإجراء فحوصات دورية للعين. يعد التهاب العنبية مرضاً خطيراً للعين، ومن المهم التشخيص والعلاج المبكر لمنع فقدان الرؤية الدائم. في حال وجود أي مشاكل في العين، يجب استشارة طبيب عيون متخصص.
يمكن أن يتطور التهاب العنبية بناءً على العديد من الأسباب المختلفة. قد تكون العدوى (البكتيرية، الفيروسية، الفطرية)، أمراض الجهاز المناعي (مثل مرض بهجت، التهاب المفاصل الروماتويدي)، الإصابات، بعض أنواع السرطان، والتعرض للمواد السامة عوامل مؤثرة في تكون التهاب العنبية. قد تزيد الاستعدادات الوراثية في بعض الأفراد من خطر الإصابة بالتهاب العنبية. خاصة في سياق أمراض المناعة الذاتية، يمكن للجهاز المناعي مهاجمة أنسجة العين مؤدياً للإلتهاب.
التهاب العنبية ليس مرضاً معدياً بشكل مباشر. بعض العدوى المسببة لالتهاب العنبية (مثل فيروس الهربس، السل) قد تكون معدية. يمكن لهذه العدوى الانتشار داخل الجسم والتسبب في الالتهاب في العين. لكن، ملامسة شخص مصاب بالتهاب العنبية لا تؤدي مباشرة إلى انتقال هذا الالتهاب لشخص آخر. لذلك، لا داعي للابتعاد عن الأفراد المشخصين بالتهاب العنبية؛ المهم هو تحديد السبب الأساسي بشكل صحيح وعلاجه. بعض حالات التهاب العنبية قد تنشأ نتيجة بعض العوامل الميكروبية القادرة على التأثير على أنسجة العين، على سبيل المثال:
فيروس الهربس البسيط (HSV),
فيروس فارسيلا زوستر (المسبب للحزام الناري),
الفيروس المضخم للخلايا (CMV),
توكسوبلازما جوندي (عدوى طفيلية),
السل (Mycobacterium tuberculosis),
الزهري (بكتيريا Treponema pallidum) قد يُساهم في تطور التهاب العنبية.
على الرغم من أن بعض هذه العوامل تكون معدية، إلا أن العدوى عادةً ما تكون من خلال التواصل الشخصي، سوائل الجسم، أو الجهاز التنفسي. ومن المهم التأكيد على أنه حتى لو انتقلت هذه العدوى، فإنها لا تعني بالضرورة تطور التهاب العنبية في كل الأفراد. غالباً ما يحدث التهاب العنبية بسبب استجابة مناعية محددة من الجسم.
لا، التهاب العنبية هو عملية التهابية تتطور في الفرد نفسه ولا يمكن أن ينتقل مباشرة إلى شخص آخر. بمعنى آخر، التواصل الوثيق مع شخص مصاب بالتهاب العنبية أو مصافحته أو التواجد في نفس المكان لا يخلق أي خطر انتقال. من المهم عدم الخلط بين التهاب العنبية وأمراض معدية مثل الإنفلونزا أو نزلات البرد. يجب الاهتمام بطرق انتقال العدوى في حال كان هناك عدوى معدية مسببة لالتهاب العنبية. يرتبط ذلك عادة بالنظافة الشخصية، حالة المناعة، والسياق المحيط.
يُعزى جزء كبير من حالات التهاب العنبية إلى أسباب غير معدية، أي غير المتعلقة بالعدوى. هذه الأنواع من التهاب العنبية غالبًا ما تتطور نتيجة لخلل في الجهاز المناعي للجسم ومهاجمته غير الطبيعية لأنسجة الجسم. قد تساهم أمراض مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، مرض بهجت، التهاب الفقار المقسط، والساركويدوز في حدوث التهاب العنبية. في هذه الحالات، لا يكون المرض معدياً، لكن يحدث الالتهاب نتيجة لخلل في الجهاز المناعي الذي يهاجم أنسجة العين.
الخطوة الأكثر أهمية في علاج التهاب العنبية هي تحديد السبب الأساسي للمرض بشكل صحيح. إذا تم اكتشاف عامل مسبب للعدوى، يجب البدء في علاج هذا العامل أولاً. قد تُستخدم المضادات الحيوية أو الأدوية المضادة للفيروسات أو المضادة للطفيليات في هذه العملية. في الحوادث غير المعدية، تُفضل عادةً الستيرويدات والأدوية المثبطة للمناعة. لذلك فإن تقديم الأفراد المشتبه في إصابتهم بالتهاب العنبية إلى أخصائي في أمراض العيون دون تأخير، إجراء الفحوص المطلوبة، وتطوير خطة علاج مناسبة مهم للغاية.
يُخطط لعلاج التهاب العنبية بناءً على سبب وشدة المرض. الهدف الأساسي هو السيطرة على الالتهاب، تخفيف الألم والأعراض الأخرى في العين، ومنع فقدان الرؤية الدائم. في عملية علاج التهاب العنبية:
التحقق المنتظم من قِبل طبيب عيون أثناء العملية العلاجية مهم للغاية. وفي ظل خطر تكرار المرض، حتى لو خفت الأعراض، يجب متابعة العلاج وفقاً للمدة التي يوصي بها الطبيب.
التهاب العنبية ليس مرضاً معدياً بشكل مباشر. أي، لا ينتقل من شخص لآخر عبر اللمس أو طرق التنفس. يمكن أن تتسبب بعض الأمراض المعدية في التهاب العنبية. على سبيل المثال، يمكن لأمراض مثل السل، العدوى الفيروسية للهربس، الزهري، والطفيليات مثل التوكسوبلازما أن تسبب الالتهاب في العين (التهاب العنبية). في هذه الحالة، يكون العامل الأساسي المسبب للعدوى والتهاب العنبية معدياً. غالباً ما تتعلق تطور التهاب العنبية برد فعل مفرط أو خاطئ من جهاز المناعة في الجسم. لذا فإن المرضى الذين يعانون من التهاب العنبية لا يحتاجون إلى العزل الاجتماعي بسبب خطر العدوى.
يمكن أن تختلف مدة علاج التهاب العنبية حسب نوع، سبب، شدة المرض، وحالة المريض الصحية العامة. في بعض حالات التهاب العنبية، خاصة تلك التي لا تنتج عن العدوى والذات الشدة الخفيفة، يمكن استكمال العلاج في غضون بضعة أسابيع. في الحالات الشديدة، لا سيما المتعلقة بأمراض المناعة الذاتية أو الحالات المزمنة، يمكن أن يستمر العلاج لعدة أشهر أو حتى سنوات. خلال فترة العلاج، قد تتطلب المراقبة المنتظمة للمرضى تعديل جرعات الأدوية بناء على حالة الالتهاب. يجب على المرضى الامتثال التام لتوصيات الطبيب، وعدم ترك الأدوية وتبليغ أي تغييرات في الأعراض دون تأخير. قد يكون العلاج في بعض حالات التهاب العنبية المزمنة غير قادر على القضاء على المرض تمامًا بقدر ما يهدف إلى السيطرة على الالتهاب ومنع فقدان البصر.
التهاب العنبية هو التهاب الطبقة الوسطى للعين (العنبية) والعديد من العوامل المختلفة يمكن أن تسبب هذا الالتهاب. العدوى (البكتيرية، الفيروسية، الفطرية، أو الطفيلية) هي من بين الأسباب الرئيسية لالتهاب العنبية. على سبيل المثال، يمكن لأمراض مثل فيروس الهربس، داء المقوسات، السل، والزهري أن تسبب التهاب العنبية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لأمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي ومرض بهجت والتهاب الفقار المقسط والساركويدوز أن تسبب مهاجمة الجهاز المناعي لأنسجة العين بشكل غير صحيح، مما يؤدي إلى التهاب العنبية. يمكن أن تؤدي إصابات العين، الجراحات داخل العين، أو التعرض للمواد السامة أيضًا إلى تطوير التهاب العنبية. نادراً ما قد تظهر الأورام العينية أو أنواع السرطان الأخرى مع أعراض التهاب العنبية. يُعرف أن بعض الاستعدادات الجينية، وخصوصاً حاملي طفرة الجين HLA-B27، لديهم خطر متزايد للإصابة بالتهاب العنبية.
نعم، يمكن أن يتكرر التهاب العنبية. خاصة في الأنواع المرتبطة بأمراض المناعة الذاتية المزمنة، قد يُظهر المرض فترات من التوهج. قد تظهر هجمات التهاب العنبية أحيانًا بشكل مفاجئ أثناء السيطرة على المرض. رغم الشفاء بالعلاج، يبقى عدم انتظام الجهاز المناعي في الجسم عاملاً قائدًا إلى حدوث النكسات. لذلك، من الضروري أن يحرص مرضى التهاب العنبية على عدم تفويت الفحوص الدورية وزيارة الطبيب بمجرد بدء أعراض التكرار. تلعب الاستجابة المبكرة دورًا حيوياً في منع المضاعفات المحتملة (مثل فقدان الرؤية، أو إعتام عدسة العين، أو الزرق). في حالات التهاب العنبية المزمنة، قد تستدعي المتابعة الطويلة الأمد وأحيانًا العلاج الوقائي بجرعات منخفضة من الأدوية.