هناك اختبارات يجب إجراؤها بشكل دوري لمتابعة النمو الصحي للأطفال وتشخيص المشاكل الصحية المحتملة في مرحلة مبكرة. تتغير الاختبارات حسب عمر الطفل والعوامل الوراثية في العائلة والوضع الصحي الحالي. تشمل الاختبارات الأساسية التي يجب إجراؤها للأطفال فحوصات الدم، تحليل البول، اختبارات الرؤية والسمع، قياسات كثافة العظام، متابعة النمو، والتحقق من جدول التطعيمات. يمكن للفحوصات الصحية التي تبدأ في فترة حديثي الولادة أن تساعد في التعرف المبكر على المشاكل الصحية التي قد تواجه الأطفال في المستقبل.
اختبار فحص الدم من كعب القدم لحديثي الولادة هو اختبار يساعد في التشخيص المبكر للأمراض التي قد يولد بها الأطفال. بفضل هذا الاختبار الذي يجرى في الأيام الأولى بعد الولادة، يمكن التشخيص المبكر للأمراض الوراثية مثل بيلة الفينيل كيتون، قصور الغدة الدرقية الخلقي، نقص البيوتينيداز.
يتم أخذ بضع قطرات من دم الأطفال بين 48 و72 ساعة بعد الولادة عن طريق وخز كعب القدم بإبرة بحجم معين، وتُرسل عينات الدم إلى المختبر لفحصها.
نقص البيوتينيداز: نقص البيوتينيداز هو اضطراب جيني. إذا لم يتم تشخيص نقص البيوتينيداز مبكرًا، قد يؤدي إلى تساقط الشعر، فقدان السمع، واضطرابات عصبية مختلفة.
قصور الغدة الدرقية الخلقي: نقص هرمون الغدة الدرقية هو حالة يمكن أن تبدأ منذ الولادة. إذا لم يُشخّص ويعالج مبكرًا، قد يسبب مشاكل خطيرة مثل التخلف والنقص العقلي في المستقبل.
التليف الكيسي: يؤثر على الغدد الإفرازية الخارجية ويسبب إفراز سوائل لزجة وسميكة. يؤثر التليف الكيسي على العديد من الأعضاء في الجسم، وخاصة الرئتين والجهاز الهضمي. يمكن منع المضاعفات المرتبطة بالمرض عند التشخيص المبكر.
بيلة الفينيل كيتون: بيلة الفينيل كيتون هو مرض وراثي ناتج عن تراكم حمض الفينيل ألانين الذي لا يستطيع الجسم استقلابه. إذا لم يُشخّص مبكرًا، يمكن للفينيل ألانين المتراكم في الدماغ والأنسجة الأخرى أن يسبب مشاكل صحية مثل التخلف العقلي.
اختبار السمع لحديثي الولادة هو اختبار تحليل يقيم حاسة السمع لدى الأطفال بعد الولادة. يعد الاختبار مهمًا لتحديد قدرة السمع لدى الطفل في وقت مبكر، وضمان القيام بالتدخلات الضرورية في الوقت المناسب. يُجرى اختبار السمع لحديثي الولادة عادةً في الأيام أو الأسابيع الأولى بعد ولادة الطفل.
تُفضل طريقة الانبعاث الأذني الصوتي التلقائي (OAE) لاختبار السمع في الأطفال حديثي الولادة. في هذه الطريقة، تُرسل موجات صوتية إلى أذن الطفل بواسطة سماعة أذن صغيرة وناعمة، ويتم قياس كيفية استجابة الطفل لهذا الصوت. إذا لم يظهر الطفل استجابة مناسبة للصوت، يمكن تكرار الاختبار أو إجراء اختبار مختلف باستخدام طريقة الاستجابة الدماغية البديلة (ABR). إذا لم يُظهر الطفل استجابة مناسبة للصوت حسب نتائج الاختبار، يتم تحويل الأسرة إلى الوحدة المناسبة لإجراء تقييم أكثر تفصيلًا.
تعد صحة العين عاملاً يؤثر بشكل مباشر على النجاح الأكاديمي في المدرسة والحياة اليومية للطفل. يُمكن للإجراء الأول لفحص العين في فترة حديثي الولادة أن يتيح التعرف المبكر على أمراض مثل الساد الخلقي، الماء الأزرق، أو اعتلال الشبكية.
يمكن إجراء الفحص الثاني للعين للأطفال في سن 6 إلى 12 شهرًا. في هذه المرحلة، بالإضافة إلى فترة حديثي الولادة، يجب فحص حركة العين. كما يمكن التحقق من وجود مشكلات في محاذاة العين مثل الحول لدى الطفل.
يجب إجراء الفحص الثالث للعين عندما يصل الطفل إلى عمر 1 إلى 3 سنوات ويجب تقييم الأمور مثل كسول العين بالإضافة إلى الفحوصات السابقة.
يمكن إجراء الفحص التالي للعين للأطفال في سن 3 إلى 5 سنوات. يجب تقييم هذه الفئة العمرية لمشكلات الانكسار مثل قصر النظر، بعد النظر، والاستجماتيزم بالإضافة إلى مشكلات حركة العين والمحاذاة.
بعد سن 5، إذا كان هناك أي مشكلة متعلقة بالعين للأطفال، يجب استشارة الطبيب لإجراء فحص العين.
اختبار مسح النمو للأطفال هو أداة مهمة تساهم في متابعة تطور النمو المعرفي، الجسدي، العاطفي، والاجتماعي للأطفال. يهدف الاختبار إلى تحديد أي تأخرات أو مشكلات في مرحلة مبكرة من خلال متابعة مراحل النمو المناسبة لأعمار الأطفال.
اختبارات فحص النمو يمكن أن تقييم عادةً القدرات العقلية، المهارات الحركية، تطور اللغة، السلوك العاطفي، ومهارات التفاعل الاجتماعي للطفل. بفضل هذه الاختبارات، يمكن تحديد نقاط القوة لدى الطفل وإظهار نقاط الضعف لتوجيهه إلى برامج دعم عند الضرورة.
تحاليل الدم للأطفال تعد اختبار شائع الاستخدام لأغراض الفحص الصحي والتشخيص. تجرى تحاليل الدم بشكل عام لتقييم الوضع الصحي العام للطفل، تحديد الالتهابات، اكتشاف نقص الفيتامينات، وكشف حالات مثل فقر الدم.
بالنسبة للأطفال المولودين عند الأجل، يمكن إجراء اختبار الدم للكشف عن نقص الحديد بين الشهرين الـ9 والـ12، بينما يمكن للأطفال المولودين قبل الأجل إجراءه في الشهرين الـ5 والـ6.
يجب أن يُؤخذ بعين الاعتبار أن خطر ارتفاع الكولسترول في الدم لا يؤثر فقط على البالغين بل يمكن أن يظهر أيضًا في الأطفال. لمنع مخاطر الأمراض القلبية والوعائية في المستقبل، يمكن إجراء اختبار كولسترول مرتين على الأقل بين الأعمار 9 و11 وأيضًا بين الأعمار 17 و21.
يمكن لفحص الدم من كعب القدم لحديثي الولادة أن يتيح التشخيص المبكر لبعض الأمراض الأيضية والهرمونية مثل بيلة الفينيل كيتون، قصور الغدة الدرقية الخلقي، نقص البيوتينيداز، والتليف الكيسي. بفضل هذا الاختبار، يمكن اكتشاف الأمراض التي لم تظهر بعد بسرعة وبدء المعالجات الضرورية لتجنب الضرر الدائم.
يُجرى اختبار السمع لحديثي الولادة عادةً في غضون 48-72 ساعة الأولى بعد الولادة، ويمكن أن يُكمل بسرعة أثناء نوم الطفل. التشخيص المبكر لفقدان السمع يعد خطوة مهمة لدعم تطور الكلام واللغة.
يمكن إجراء الفحص الأول للعين في فترة حديثي الولادة، ثم يوصى بالتحقق منه في الشهر السادس، عند سن سنة، وفي الفترة قبل المدرسة. تسهّل هذه الفحوصات المنتظمة التشخيص المبكر والعلاج للأمراض مثل الحول وكسول العين.
تعد اختبارات مسح النمو مهمة لمتابعة تطور النمو العقلي، الحركي، والاجتماعي للأطفال عن قرب. تتيح الفحوصات الدورية اكتشاف التأخرات في المجالات العقلية والحركية والاجتماعية في مرحلة مبكرة وتساعد في تخطيط برامج الدعم عند الحاجة.