الوذمة هي حالة تتسبب في تورم وانتفاخ الأنسجة نتيجة لتراكم السوائل المفرط في الجسم. عادةً ما تُلاحظ الوذمة في الأماكن مثل الساقين، الكاحلين، اليدين والوجه، وقد تظهر أحيانًا في مناطق أخرى من الجسم. من بين العوامل المساهمة في تكوين الوذمة قصور القلب، أمراض الكلى، مشاكل الكبد، اختلالات هرمونية واضطرابات الجهاز اللمفاوي. يمكن السيطرة على الوذمة إذا اكتُشفت في مراحل مبكرة من خلال اتباع أساليب إدارة مناسبة.
تتشكل الوذمة عندما يزداد انتقال السوائل من الأوعية إلى الفراغات بين الأنسجة أو عندما لا يتم امتصاص هذه السوائل بشكل كافٍ. غالباً ما يؤدي زيادة نفاذية الشعيرات الدموية، ارتفاع ضغط الدم في الأوعية أو تدهور تصريف الجهاز اللمفاوي إلى تمهيد الطريق لهذه الحالة.
يمكن أن تصبح الوذمة واضحة في مناطق مثل الساقين والكاحلين واليدين والوجه والبطن. كما يمكن أن تحدث مشاعر التوتر في الجلد، وانتفاخ، وزيادة في الوزن، أو تشكّل حفر عند الضغط على الجلد. تتطور هذه العمليات بناءً على الحالة الصحية الراهنة للشخص، وعاداته الحياتية والعوامل البيئية.
غالبًا ما تظهر الوذمة في الجسم بشعور بالثقل، توتر الجلد، انتفاخ وصلابة. يكون من المهم زيارة الطبيب في حال ملاحظة الوذمة، خاصةً عند اليدين والكاحلين والساقين والوجه. يجب طلب المساعدة الطبية في حال وجود شكاوى مثل زيادة الوزن المفاجئة، فقدان فعالية أدوية مدرات البول، وضيق التنفس.
يمكن للوذمة أن تُظهر نفسها سريريًا من خلال العلامات التالية:
تورم واضح في الأطراف السفلية
توتر في الجلد
تشكّل حفرة عند الضغط بالإصبع (الوذمة الانضغاطية)
وذمة حول العينين في الصباح
ضيق الأحذية أو الخواتم
زيادة غير مبررة في الوزن عند تتبع الوزن اليومي
الإعياء والضعف العام في الجسم
يمكن تصنيف الأسباب التي تسهم في تكوّن الوذمة في الجسم إلى قسمين رئيسيين: فيزيولوجية وباثولوجية. قد يختلف مسار العلاج السريري بناءً على مصدر الوذمة.
تتطور الوذمة الفيزيولوجية عادةً بسبب نمط الحياة والظروف البيئية. تكون هذه الأنواع من الوذمة قصيرة الأمد ولا تتعلق بوجود مرض كامن. مع ذلك، إذا استمرت لفترة طويلة، فقد يتطلب التقييم الطبي.
يمكن للأطعمة الغنية بالملح أن تؤدي إلى تراكم الصوديوم في الجسم مما يؤدي إلى زيادة السوائل خارج الخلية. وبهذا التأثير يتم احتجاز الماء في الأنسجة وتتطور الوذمة.
عند عدم شرب كمية كافية من الماء، يميل الجسم للاحتفاظ بالماء في الأنسجة لتعويض نقص السوائل. يمكن أن تساهم هذه الحالة في تكوّن الوذمة عن طريق تنشيط آليات اعادة امتصاص الماء في الكلى.
القعود في نفس الوضعية لفترة طويلة يسبب نقص في عودة الدم الوريدي من الأطراف السفلية. يبطئ ذلك الدورة الدموية ويؤثر بفعل الجاذبية في انتقال السوائل إلى الأنسجة، مما يسبب تكوّن الوذمة في الساقين.
تؤثر التغيرات في مستويات الاستروجين والبروجسترون على توازن السوائل في الجسم خلال فترات مثل الدورة الشهرية، الحمل وانقطاع الطمث. يمكن أن تتسبب هذه الحالة في تكوّن الوذمة المؤقتة خاصة لدى النساء.
في الطقس الحار، تتمدد الأوعية الدموية (التوسع الوعائي)، مما يسهل من انتقال السوائل داخل الأوعية إلى الأنسجة المحيطة. قد يكون ازدياد الوذمة في اليدين والقدمين شائعًا في الصيف.
تتطور الوذمة الباثولوجية نتيجة لخلل في وظائف أحد الأعضاء وقد تكون مزمنة. من المهم تحديد سبب هذه الأنواع من الوذمة للتشخيص والعلاج الصحيح.
يؤدي انخفاض قدرة القلب على ضخ الدم إلى عدم وصول الدم الكافي إلى الأنسجة وتراكم الدم الوريدي. يمكن أن تظهر هذه الحالة بشكل خاص كوذمة متناظرة في الساقين والكاحلين.
يؤثر ضعف وظيفة التصفية في الكلى على توازن السوائل والالكتروليتات. في حالات مثل المتلازمة الكلوية، يؤدي فقد البروتين إلى خفض الضغط الأسموزي داخل الأوعية، مما يمكن أن يؤدي إلى تكوّن الوذمة. قد تكون الوذمة التي تزداد حول الجفون والوجه في الصباح ناتجة عن مشاكل كلوية.
يؤدي نقص قدرة الكبد على تخليق البروتينات إلى صعوبة الحفاظ على الدم داخل الأوعية. نتيجةً لذلك، يكون من الشائع تجمع السوائل في البطن والوذمة في الكاحلين.
يمكن أن يؤدي انخفاض هرمونات الغدة الدرقية إلى تراكم المكونات السكرية في الأنسجة مما ينتج عنه ما يُعرف بالوذمة غير التقرحية، حيث تكون صلبة ولا تميل للانثناء عند الضغط.
يمكن أن يؤدي النمو الغير كافي للأوعية اللمفاوية منذ الولادة، أو انسدادها بعد الجراحة أو الإصابة أو العدوى، إلى تكوين وذمة لمفاوية مزمنة، عادة ما تكون من جانب واحد.
للتخلص من الوذمة يمكن تقليل استهلاك الملح، شرب كميات وفيرة من الماء، ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والاسترخاء في وضعية الساق المرفوعة. إذا كانت الوذمة تعود باستمرار أو شديدة، يجب استشارة مختص صحي.
الطرق الفعالة للتخلص من الوذمة هي:
تقليل استهلاك الملح
ارتداء جوارب ضغط تحت إشراف الطبيب
المشي
ركوب الدراجات
تدليك المنطقة المصابة بالوذمة
تجنب ارتداء الملابس الضيقة
تناول طعام صحي
تناول مكملات فيتامين ب6
الأطعمة التي تساعد في التخلص من الوذمة:
البقدونس
الخيار
البطيخ والأناناس
الماء بالليمون
في استخدام هذا النوع من الأطعمة، ينبغي مراعاة الحالة الصحية الشخصية. يجب أن يتجنب الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى استخدام أية حلول عشبية دون استشارة أطبائهم.
يتضمن تشخيص الوذمة وفهم سببها الفحص البدني للتحقق من تورم الأنسجة وفحص التاريخ الطبي. في بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة لاختبارات الدم، فحوصات الموجات فوق الصوتية أو اختبارات أخرى.
تتمثل المبادئ الأساسية لعلاج الوذمة في تحديد السبب الكامن وتطبيق النهج الطبي المناسب لهذا السبب. في حالات الوذمة المؤقتة، عادةً ما تكون التغييرات في نمط الحياة كافية، بينما في حالات الوذمة المرتبطة بأمراض نظامية، يكون العلاج الطبي ضروريًا.
إذا كان هناك مرض قلبي، كلوي، كبدي أو الغدة الدرقية كامن، يتم تخطيط العلاج الطبي بتوجيه من المختص المعني. يمكن استخدام الأدوية تحت إشراف الطبيب إذا لزم الأمر. ومع ذلك، يجب أن يتم استخدام هذه الأدوية تحت إشراف الطبيب بسبب أنها قد تؤدي إلى اختلالات خطيرة في توازن السوائل والإلكتروليتات عند استخدامها بدون مراقبة.
في حالات الوذمة المرتبطة بالأدوية أو اضطرابات تصريف الجهاز اللمفاوي، قد يتم التفكير في استخدام طرق داعمة مثل العلاج الطبيعي والتدليك اللمفاوي. يجب إجراء تقييمات متقدمة في حالات الوذمة الأحادية الجانب أو الصلبة أو الطويلة المدة.
تختلف مدة الوذمة بناءً على نوع السبب الكامن. عادةً ما تنحسر الوذمة الناجمة عن قلة النشاط البدني، استهلاك الملح الزائد أو التغيرات الهرمونية من تلقاء نفسها في غضون بضعة أيام. ومع ذلك، قد يستغرق شفاء وذمة القلب، الكلى أو الكبد وقتًا أطول ويتطلب تدخلًا طبيًا.
لا، ليس كل تورم متعلق بالوذمة. يمكن أن تتسبب الإصابات، الالتهابات، أمراض الأنسجة الرخوة أو الالتهابات الموضعية في التورم أيضًا؛ لذلك ينبغي أخذ نوع التورم، مدته والأعراض المصاحبة الأخرى في الاعتبار عند إجراء التقييم.
تظهر الوذمة بشكل شائع في المناطق التي تتأثر بالجاذبية، أي القدمين والكاحلين والساقين. مع ذلك، في بعض الأمراض النظامية، يمكن أن تتطور الوذمة في اليدين، الوجه، تجويف البطن، الرئتين أو حول العينين.
نعم، يساعد استهلاك الماء بشكل كافٍ في الحفاظ على توازن السوائل في الجسم ويمكن أن يساعد في منع تكون الوذمة. يمكن أن يزيد نقص الماء في الجسم من احتباس السوائل.