في الحياة اليومية، يشعر كثير من الناس بالحاجة إلى طقطقة الرقبة بسبب التوتر والصلابة التي يشعرون بها في منطقة الرقبة. رغم أن هذه الحركة قد توفر ارتياحًا قصير المدى، إلا أن تكرارها قد يسبب آثارًا سلبية على بنى المفاصل والعضلات. من بين أسباب عادة طقطقة الرقبة، نجد العوامل النفسية مثل التوتر والقلق وانخفاض تقدير الذات، بالإضافة إلى العوامل البدنية مثل الوضعية الخاطئة واستخدام الكمبيوتر لفترات طويلة. رغم أن الطقطقة تبدو غير ضارة، إلا أنها قد تكون حالة تحتاج إلى الانتباه على المدى الطويل.
طقطقة الرقبة هي صدور صوت طقطقة أو فرقعة نتيجة لحركة فجائية في المفاصل الموجودة بين فقرات الرقبة. يصدر الصوت عن انفجار فجائي لفقاعات الغاز الموجودة في السائل الزلالي الذي يجعل أسطح المفاصل زلقة. الصوت الذي يُسمع عند طقطقة الرقبة هو عادةً استجابة فيزيولوجية داخل المفصل.
حركة الطقطقة يمكن أن تخلق شعورًا مؤقتًا بالراحة. ومع ذلك، فإن عادة طقطقة الرقبة يمكن أن تضع عبئًا غير ضروري على مفاصل الرقبة والأنسجة الضامة والعضلات المحيطة. على المدى الطويل، قد تؤدي إلى الشد، الألم، أو تقييد الحركة في منطقة الرقبة.
تعتبر منطقة الرقبة واحدة من الأقسام الأكثر حركة في نظام العمود الفقري، وتحتوي على بنى حساسة مثل الأعصاب، الأوعية الدموية، والعضلات. لذا فإن أي حركة مفاجئة وغير مسيطر عليها قد تفرض ضغطًا عشوائيًا على هذه البنى. خاصةً الطقطقات المتكررة أو القسرية يمكن أن تؤدي إلى اختلال توازن المفاصل والعضلات في الفترات اللاحقة.
عادة طقطقة الرقبة هي حركة تتطور بمرور الوقت لتصبح عادة، وقد تنشأ عن عوامل فيزيولوجية ونفسية.
توتر العضلات واضطرابات الوضعية: العمل لفترات طويلة على المكتب أو التطلع إلى شاشات الكمبيوتر أو الهاتف قد يؤدي إلى انقباض مفرط في عضلات الرقبة والكتفين، مما يدفع الشخص إلى الرغبة في الحركة وطقطقة الرقبة.
التوتر والإجهاد الذهني: التوتر اليومي يؤدي إلى توتر غير محسوس في العضلات. قد يدفع ذلك الشخص لتحريك الرقبة بشكل يؤدي للطقطقة بهدف تحقيق راحة مؤقتة.
عدم توازن الوضعية: عندما تميل الرأس إلى الأمام، تنحرف مفاصل الرقبة عن وضعها الطبيعي. يؤدي هذا الاضطراب في المحاذاة إلى زيادة الضغط في المفاصل، مما قد يحفز شعور بالطقطقة.
شعور مؤقت بالراحة: انفجار فقاعات الغاز المتراكمة في السائل المفصلي أثناء الطقطقة يخلق شعورًا مؤقتًا بالراحة. كون هذا الإحساس مؤقتاً، قد يؤدي ذلك إلى تكرار الحركة بشكل متزايد.
عادة نفسية: في بعض الأفراد، قد تتحول هذه الحركة إلى وسيلة غير واعية للتعامل مع التوتر أو تقليل الشد. قد تتطور بمرور الوقت إلى دورة سلوكية غير مسيطر عليها.
عندما تُمارس الطقطقة بشكل خاطئ أو بشكل متكرر، يمكن أن تُلحق ضررًا بصحة المفاصل والعمود الفقري.
تشمل أضرار طقطقة الرقبة على الصحة ما يلي:
قد تتضرر صحة العمود الفقري
قد يحدث تشنج عضلي
قد يحدث تيبس في منطقة الرقبة
قد يحدث دوار
قد تسبب طقطقة الرقبة في تصلب الفقرات
توجد مخاطر كالإصابة المفاجئة للأوعية الدموية وظهور خطر السكتة الدماغية
قد يتسبب تكرار حركات الطقطقة في تراخي الأنسجة الضامة التي تثبت المفاصل بين فقرات الرقبة. هذا قد يؤدي إلى تعطيل المحاذاة الطبيعية للمفاصل وتقليل استقرار الرقبة.
الحركات العنيفة والسريعة قد تسبب انقباضات لا إرادية في عضلات الرقبة، أي تشنجات، مما قد يؤدي إلى الشعور بالألم وتقييد الحركة والشعور بتوتر ينتشر إلى الرأس.
تحتوي منطقة الرقبة على قنوات ضيقة تمر بها الأعصاب الخارجة من النخاع الشوكي. حركات الطقطقة غير المسيطر عليها قد تفرض ضغطًا في هذه المناطق، مما قد يسبب الشعور بالوخز أو الخدر أو الكهربائي كما تظهر الأعراض.
الأوعية الدموية في الرقبة تقوم بتزويد الدم إلى الدماغ. الحركات القوية أو الفجائية لطقطقة الرقبة قد تؤدي إلى تغيرات في ضغط هذه الأوعية.
الأقراص الموجودة بين فقرات الرقبة قد تتعرض للضرر عند الحركات الفجائية، مما قد يسبب تمزقات صغيرة أو حدوث فتق. قد تكون هذه الحالة سببًا في ظهور مشكلات مثل فتق الرقبة.
الحركات المتكررة للطقطقة قد تؤدي إلى اختلال التوازن الطبيعي لعضلات الرقبة. بمرور الوقت، قد يؤدي ذلك إلى وضع الرأس المتقدم للأمام أو حدوث عدم تناسق في مستوى الكتفين، مما يؤدي إلى مشكلات في الوضعية الجسدية.
قد تصبح طقطقة الرقبة عادة متكررة لأنها توفر شعوراً مؤقتاً بالراحة. ولكن غالباً ما يكون وراء هذه العادة أسباب كالتوتر العضلي، اضطرابات الوضعية أو التوتر النفسي. يمكن التحكم في هذه العادة ليس فقط بالتوقف عن الحركة، بل أيضًا بالقضاء على السبب.
الجلوس لفترات طويلة على المكتب أو عند استخدام الأجهزة المحمولة مع ميلان الرأس إلى الأمام قد يسبب توتراً في عضلات الرقبة. لذا يجب أن تكون الشاشة بمستوى رؤية العين، ويجب أن تكون الأكتاف مرتخية مع الحفاظ على وضعية مستقيمة.
التمارين البسيطة لتمديد عضلات الرقبة والكتفين تساعد في الحفاظ على توازن العضلات وتقليل الحاجة إلى الطقطقة. يمكن أن تساعد حركات التمدد التي يتم القيام بها بفواصل قصيرة خلال اليوم في ارتخاء العضلات.
جزء كبير من الشد العضلي في منطقة الرقبة مرتبط بالتوتر. يمكن أن تساعد تمارين التنفس، التأمل، المشي القصير أو تقنيات الاسترخاء في تقليل التوتر وبالتالي تقليل الحاجة إلى طقطقة الرقبة.
الوسائد المرتفعة جداً أو المنخفضة جداً قد تخل بالتقوس الطبيعي للرقبة. يفضل اختيار وسائد توفر دعماً للرقبة للحفاظ على وضعية صحيحة للرقبة طوال الليل.
في حال كانت العادة مصحوبة بألم، تصلب أو دوار، قد يكون من الضروري تقييم حالتك من قبل مختص في العلاج الطبيعي أو جراحة العظام. يمكن أن يعيد التوازن الطبيعي من خلال التمارين المخصصة لتقوية عضلات الرقبة تحت إشراف متخصص.
لا تؤدي مباشرة إلى السكتة الدماغية، ولكن الأوعية الدموية والأعصاب في الرقبة قد تتأثر بالحركات المفاجئة أو العنيفة. عند الحركات غير المسيطر عليها، قد تظهر مخاطر مثل تلف جدار الوعاء أو ضغط على الأعصاب.
تصحيح اضطرابات الوضعية، تنفيذ تمارين رياضية منتظمة وإدارة التوتر قد يساعد في تقليل هذه العادة. في حال كانت العادة متأصلة، قد يكون من الفائدة تطبيق تمارين لتوازن العضلات بإشراف أخصائي العلاج الطبيعي.
إذا شعرت بألم أو دوار أو خدر أو وخز بعد طقطقة الرقبة، فقد يشير ذلك إلى ضغط أو توتر في الأعصاب أو الأوعية الدموية أو العضلات. يُوصى بإجراء تقييم طبي إذا استمرت الأعراض.
قد يصعب القضاء على هذه العادة تماماً، ولكن يمكن تقليل تكرارها من خلال الوعي والعادات الوضعية الصحيحة. التمارين اليومية والبيئة العملية المريحة يمكن أن تقلل بشكل كبير من التوتر في منطقة الرقبة وبالتالي تقليل الحاجة إلى الطقطقة.