التصلب المتعدد (MS)، هو مرض عصبي ينشأ نتيجة استهداف جهاز المناعة للألياف العصبية في الدماغ والنخاع الشوكي. يتضرر الغمد المياليني الذي يحيط بالألياف العصبية في هذه العملية مما قد يسبب اضطرابًا في النقل الكهربائي. يظهر الاضطراب من خلال شكاوى عصبية متنوعة تؤثر على الحياة اليومية للفرد. ونظرًا لأن التصلب المتعدد يبدأ غالبًا في مرحلة الشباب ويختلف تقدمه من شخص لآخر، فإنه من المهم الكشف المبكر والمتابعة المنتظمة. 

ما هو مرض التصلب المتعدد؟

التصلب المتعدد (MS) هو مرض يصيب الجهاز العصبي المركزي يؤدي إلى بطء أو اضطراب في نقل الإشارات العصبية بين الدماغ والجسم. يمكن لهذه العملية أن تسبب أعراض عصبية متنوعة مثل ضعف العضلات، مشاكل الرؤية، صعوبة المشي واضطرابات التوازن والتنسيق.

مرض التصلب المتعدد هو مرض متعدد الأسباب، لا يتقدم بنفس الطريقة لدى كل فرد، ويمكن أن يسير بفترات من الانتكاس والتعافي. خلال فترات الانتكاس يمكن أن تظهر أعراض وعلامات جديدة أو قد تتفاقم الشكاوى الحالية. في فترات التعافي يمكن أن تتراجع الأعراض جزئيًا أو بشكل كامل.

ما هي أنواع مرض التصلب المتعدد؟

التصلب المتعدد (MS) هو مرض يتطور بشكل مختلف في كل مريض، ويقسم سريريًا إلى عدة أنواع فرعية. هذا التصنيف مهم لتحديد سرعة تقدم المرض، تكرار النوبات، النهج العلاجي والمتابعة طويلة الأمد. 

التصلب المتعدد الانتكاسي العائد

يسير بفترات الانتكاس وفترات التحسن الجزئي أو الكامل التي تليها. خلال النوبة، قد تظهر أعراض جديدة أو قد تتفاقم الشكاوى الحالية. في فترات التحسن، يمكن أن تختفي الأعراض تمامًا أو تبقى خفيفة. 

التصلب المتعدد الثانوي المتقدم

يمكن أن يتحول المرض الذي يبدأ كنمط انتكاسي عائد بعد سنوات إلى نمط تقدمي أكثر ثباتًا حتى إذا قلت النوبات. في هذه المرحلة، تظهر الأعراض العصبية ميلاً لكثرة التدهور ببطء ولكن بثبات. في بعض المرضى، قد تختفي النوبات تمامًا بينما قد يظهر مسار تقدمي إلى جانب النوبات.

التصلب المتعدد الأولي المتقدم

هو نوع من التصلب المتعدد يتقدم تدريجيًا بدون نوبات منذ بداية المرض. الأعراض العصبية تسوء ببطء وانتظام. على الرغم من أن النوع الأولي المتقدم يظهر بشكل أقل، إلا أن النهج العلاجي ومتابعته يختلف عن الأنواع الفرعية الأخرى. في هذا النوع، قد يظهر ضعف في الساقين ومشاكل المشي بشكل أكثر وضوحًا.

المتلازمة السريرية المعزولة

هي الحالة التي تظهر فيها الأعراض العصبية الأولى المشتبهة بأنها تلميح إلى التصلب المتعدد. تتطور CIS كنوبة واحدة فقط ويمكن اكتشاف الآفات المتوافقة مع MS في التصوير بالرنين المغناطيسي. هذا الشكل من المرض ليس كافيًا لتشخيص MS بشكل مؤكد؛ ولكن في عملية المتابعة، قد تكون ظهور نوبات جديدة أو تكون آفات جديدة مؤثرة في التشخيص.

المتلازمة الشعاعية المعزولة

هو الوضع الذي تُكتشف فيه آفات متوافقة مع MS في التصوير بالرنين المغناطيسي على الرغم من عدم وجود أعراض. نظرًا لأن هؤلاء الأشخاص معرضون لخطر تطور MS في المستقبل، يوصى بمتابعة عصبية دقيقة.

ما هي أسباب مرض التصلب المتعدد؟

من المعروف أن مرض التصلب المتعدد يظهر نتيجة تفاعل بين ضعف في جهاز المناعة، القابلية الوراثية، العوامل البيئية وبعض الآليات البيولوجية. 

  • الاضطرابات في جهاز المناعة

يُعتبر التصلب المتعدد بشكل أساسي مرض مناعي ذاتي. في هذه الحالة، يتعرف جهاز المناعة على غمد الميالين كهيكل غريب ويهاجمه بدلاً من حماية الجسم. يتسبب الضرر الذي يلحق بطبقة الميالين في اضطراب النقل العصبي وظهور الأعراض المميزة للمري.

  • القابلية الوراثية

التصلب المتعدد ليس مرضاً وراثياً؛ ولكن الأشخاص الذين لديهم أفراد من الأسرة مصابين بالتصلب المتعدد يكون لديهم احتمال أعلى للإصابة بالمرض مقارنة بمتوسط المجتمع. لا يسبب جين واحد التصلب المتعدد؛ بل يُعتقد أن التأثيرات المشتركة لعدة جينات على جهاز المناعة تزيد من الخطر.

  • العوامل البيئية

تشير الأبحاث إلى أن العوامل البيئية تلعب دورًا مهمًا في تطور التصلب المتعدد. العوامل البيئية التي تثار بشكل أكبر هي:

على الرغم من أن هذه العوامل ليست سببًا مباشرًا للمرض، إلا أنها قد تؤدي إلى اضطراب جهاز المناعة وتحفز العملية.

  • تأثير الهرمونات والجنس

التصلب المتعدد يُشاهد في النساء بمعدل يزيد عن الرجال بنحو مرتين. وهذا يرجع لتأثير الاختلافات الهرمونية على تنظيم جهاز المناعة. تغيير بعض الهرمونات للاستجابات المناعية قد يلعب دورًا في زيادة خطر الإصابة بالتصلب المتعدد لدى النساء.

  • الميكروبيوم وصحة الأمعاء

تشير الأبحاث الحديثة إلى تأثير الميكروبيوم المعوي على جهاز المناعة. قد يؤدي اضطراب توازن بعض البكتيريا إلى عمل الجهاز المناعي بشكل مفرط أو خاطئ، مما يتسبب في ظهور التصلب المتعدد.

ما هي أعراض مرض التصلب المتعدد؟

بسبب تضرر الألياف العصبية في الجهاز العصبي المركزي، قد يُظهر التصلب المتعدد (MS) أعراضًا مثل ضعف القوة في جانب واحد من الجسم، الخدر في الذراعين أو الساقين، صعوبة المشي، اختلال التوازن والتنسيق. 

  • تنمل، خدر في مناطق مختلفة من الجسم

  • الصلابة العضلية، التشنجات العضلية والألم

  • الرؤية الضبابية، الرؤية المزدوجة وانخفاض الرؤية

  • شعور بصدمة كهربائية عند الانحناء للأمام بالرقبة

  • صعوبات معرفية تتعلق بالتفكير، التعلم والتخطيط

  • الاكتئاب، القلق وتغيرات المزاج

  • صعوبة في الكلام والبلع

  • خلل وظيفة المثانة مثل التبول المتكرر أو التبول اللاإرادي

  • التعب المستمر، الضعف والشعور بالإرهاق

  • صعوبة المشي، فقدان التوازن ومشاكل التنسيق

  • الإمساك ومشاكل الهضم

  • الاضطرابات الوظيفية الجنسية

  • مشاكل في الذاكرة قصيرة الأمد

  • اهتزاز اليدين أو ضعف في المهارات الحركية الدقيقة

كيف يتم تشخيص مرض التصلب المتعدد؟

تشخيص مرض التصلب المتعدد (MS) ليس عملية يمكن إجراؤها باختبار واحد. يمكن استخدام التقييم السريري، أساليب التصوير، الاختبارات المخبرية والفحوصات العصبية الفيزيولوجية معًا. 

الفحص العصبي

يشكل الخطوة الأولى في التشخيص. يقوم الأخصائي العصبي بتقييم جميع الوظائف المرتبطة بالجهاز العصبي المركزي مثل ردود الفعل، قوة العضلات، التنسيق، التوازن، الوظائف الحسية وحركات العين. 

التصوير بالرنين المغناطيسي (MR)

من خلال الرنين المغناطيسي يمكن تصور اللوحات المرتبطة بفقدان الميالين في الدماغ والنخاع الشوكي. يوفر تقييم عدد وتوزيع هذه اللوحات وما إذا كانت جديدة أم قديمة معلومات حول سير المرض. 

تحليل السائل الشوكي الدماغي (BOS)

يُعتبر وجود بروتينات الجهاز المناعي المعروفة بالبلازما الأوليغوكولونية في السائل الشوكي الدماغي، الذي يُستخرج بواسطة البزل القطني، من الخصائص المميزة للمرض. تحليل BOS هو اختبار يدعم التشخيص خاصة في الحالات المشتبهة في المراحل المبكرة.

إختبارات الإمكانيات المثارة

هي اختبارات تقيس سرعة النقل الكهربائي في المسارات العصبية.

  • إمكانيات الرؤية المثارة (VEP)

  • إمكانيات الحس الجسماني المثارة (SEP)

  • إمكانيات السمع المثارة (AEP)

المراقبة السريرية وتقييم النوبات

لا يكفي وجود عرض واحد فقط لتشخيص التصلب المتعدد. يتطلب التشخيص إظهار الضرر الذي يحدث في مناطق مختلفة من الجهاز العصبي المركزي وفي أوقات مختلفة. لذلك، يتم تقييم شكاوى المريض وتاريخ النوبات ونتائج التصوير بالرنين المغناطيسي ونتائج الفحص معًا.

كيف يتم علاج مرض التصلب المتعدد؟

يجب أن يخطط علاج مرض التصلب المتعدد بشكل خاص لكل فرد ويبدأ في المراحل المبكرة. كلما كان العمر عند بداية المرض أصغر، كلما زادت احتمالية أن يكون مسار المرض أكثر عدوانية. يمكن للشخص الذي يعاني من نوبة التصلب المتعدد أن لا يعاني من نوبة أخرى طوال حياته، بينما يمكن أن تظهر نوبات متكررة في فترات مختلفة.

في أنواع التصلب المتعدد، يتطور المرض بطريقة مستمرة بدون نوبات وهذه الأنماط قد تعد الأكثر حدة من الناحية السريرية. هناك أيضًا الأنماط التي تبدأ بالنوبات ثم تتحول لاحقًا إلى نمط تقدمي منتظم. لذلك، من المهم بدء العلاج في فترات النوبات دون تأخير.

الأسئلة الشائعة

ما الذي يسبب مرض التصلب المتعدد؟

على الرغم من أن السبب الدقيق للتصلب المتعدد غير معروف، إلا أن الهجوم الخطأ لجهاز المناعة على طبقة الميالين يعتبر الآلية الأساسية. يمكن أن تلعب القابلية الجينية، العدوى الفيروسية والعوامل البيئية دورًا في تطوير المرض.

ما هي نوبة التصلب المتعدد؟

نوبة التصلب المتعدد هي زيادة في الأعراض التي تحدث بسبب ظهور منطقة التهاب جديدة في الجهاز العصبي وتستمر لمدة لا تقل عن 24 ساعة. تتطلب النوبات عادة تدخلات طبية سريعة وغالباً ما يمكن السيطرة عليها باستخدام علاج الستيرويد القشري.

هل يمكن لمرضى التصلب المتعدد ممارسة الرياضة؟

نعم. يمكن أن يساعد التمرين المنتظم والمُراقب عن طريق مختص في الحفاظ على قوة العضلات، وإدارة التعب وتحسين الجودة العامة للحياة. يجب أن تكون برامج التمرين مخططة بشكل خاص لكل فرد.

هل مرض التصلب المتعدد تقدمي؟

بينما يتطور التصلب المتعدد ببطء لدى بعض الأفراد، قد يكون لبعض الأنواع مسارًا أكثر عدوانية. يمكن للتشخيص المبكر والعلاج المنتظم أن يبطئ بشكل ملحوظ من سرعة تقدم المرض.

تاريخ الإنشاء : 08.12.2025
تاريخ التحديث : 11.12.2025
كاتب : Yeliz YİĞİT
الاتصال : +905303120237
نموذج الاتصال معلومات حول كوفيد-19 الدعم المباشر